يمثل الشباب الدعامة الأساسية لأي بلد، وعمادها الذي تنهض به، وهم عصاها التي عليها تتوكأ وبهم تسير نحو التقدم والحضارة، حيث يقول الشاعر: وطني آثرت لك الشباب كأنه الزهر الندي.
لكن مع الأسف الشديد تظهر عند بعض الشباب معضلة تتمثل في أنهم لا يفهمون دورهم الحيوي العظيم في بناء أوطانهم والتفاخر بها ولا يمارسون ذلك الدور، فيتركون عقولهم رهينة لبعض الأشرار الحاقدين على وطنهم من خلال الاختلاط وتصديق ما يشاع وما يشوه الوطن، فيؤثر ذلك على تصرفاتهم بشكل سلبي.
إنه من الأمر الهام أن كل شاب وشابة يجب أن يعلم جيداً بأنه يمثل بلده في كل كلمة وكل سكنة يقوم بها وفي كل مبادرة يبادرها سواء كان ذلك داخل اليمن أو خارجه، عندها فقط سنتمكن كشباب من أن نعمل بكل عزم وقوة عندما يتيقن كل منا بأنه سفير فوق العادة لبلده.
نريد أن نبتعد عن أصحاب النفوس المأزومة، مثيري الفتن والقلاقل، ونعمل على توعية أمثالنا من الشباب بمخاطر هؤلاء ونجعل من أنفسنا أداة للتوعية لخدمة الوطن، والعمل على الرد على كل من تسول له نفسه محاولة زعزعة أمن الوطن.
إن الذين يؤمنون بالعمل والمثابرة لا يستسلمون بسهولة أمام التحديات والمعوقات التي تواجههم ويعملون ليل نهار من أجل رفعة راية دينهم ووطنهم.. فيا شباب مشوار النجاح في الحياة طويل ومليء بالمعوقات والإحباطات والحجارة، ولكن بدلاً من أن نتعثر بهذه الحجارة فلنجمعها معاً لنبني بها سلم النجاح.
وأقول لمن ينتظرون من أوطانهم أن تقدم لهم شيئاً حتى يتفضلوا عليها بتقديم مبادراتهم وانجازاتهم لها، نقول: لو كان احدنا في بيته ودخل احد عليه ليعتدي عليه فهل سيدافع عن أهل بيته؟ بالتأكيد نعم، كذلك الأوطان نتفانى في التغني لها والاستعداد لفدائها بأرواحنا من أي اعتداء داخلي أو خارجي.
إن مشكلة الشباب أن انحرافاتهم فكرية وتبدأ من نقطة عدم فهمه للواجبات المترتبة عليه، وانه إن لم يحصل على بعض حقوقه فلن يؤدي ما عليه من واجبات، بل ويحاول الشغب والتمرد ويظهر بصورة الخائن لوطنه.. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى يدخل عليه الفكر الضال، والسبب في ذلك عدم اختياره الصحيح أو أهله (إذا كان قاصراً) لمصادر تلقيه ومخالطة أصحاب الأفكار التخريبية، مما أشكل عليه أمور دينه ودنياه.
في الأخير نقول بأن على كل منا واجباً دينياً ووطنياً لو قمنا بتأديته على وجهه الأكمل سنصعد جميعاً بأوطاننا إلى الأفق حيث التميز والإبداع.
سليمان دبوان
الشباب ودورهم في صناعة الأوطان 1866