نعيش هذه الأيام واقعاً صعباً ومريراً.. جراء الانفلات الأمني والتردي المعيشي والانحطاط الأخلاقي الكبير الذي وصلنا إليه..بفضل الفهم الخاطئ للبعض لمفهوم (الحرية).. والذين يرون أن من الحرية التحرر من الضوابط الأخلاقية والاجتماعية، والتخلي عن القيم النبيلة والمبادئ العظيمة، والقفز فوق العادات والتقاليد الحميدة، والإخلال باللوائح والنصوص الدستورية والقانونية، والابتعاد عن الحدود الشرعية، والالتزامات الوطنية، فعملوا على حمل السلاح، وإقلاق سكينة الناس.. تحت ذريعة ( الحرية الشخصية)..
إن الثورة مثلما قامت ضد الظلم والاستبداد الفردي والحزبي المقيت، فإنها قامت – أيضاً- من أجل التخلص من العادات والظواهر السلبية والسيئة التي توارثناها منذ عقود طويلة..
إن التغيير يعني انتقال المجتمع من ( وضع إلى وضع أفضل منه).. ولكن في بلادنا ما نشاهده الآن هو عكس ذلك تماماً.. فقد انتقلنا من ( وضع سيئ إلى وضع أسوأ) فيما يتعلق بأخلاقياتنا وسلوكياتنا، ومعاملاتنا اليومية.. فأصبحنا نعيش حالة فوضى عارمة تستدعي أن نعيد النظر في الكثير من تصرفاتنا.. بحيث نعمل على تغييرها للأفضل.. من تلقاء أنفسنا، دون انتظار الحكومة لتحثنا على ذلك.. فنحن كمواطنين نتحمل جزءاً كبيراً من ذلك, باعتبارنا شركاء مع الحكومة في محاربة الظاهر السلبية والغير حضارية.. التي تسيء إلى الوطن ومكانته التاريخية.
موسى العيزقي
حالة فوضى..! 1470