الكلام الذي يظنه الجميع وسيلة التفاهم بين البشر لم يعد يفي بالغرض أكثر الأحيان في زمن باتت اللهجات تنشطر وتتكاثر وتتكاثف وبات الصمت سيد الأبجديات..
تعابير الوجه والكفين تتخذ مكانها في الحياة كما لو كانت لغة جديدة لا يفهمها إلا النوابغ في الفهم والاستدلال، ومع ذلك سأقول:
• هل نحتاج أن نحكي و نلطّخ السكون؟.. هل يجدرُ بِنا أن نغتصب الكلمات ونزجُّ بِها في جُمَلٍ لا تُريد أن تتزوّج بها؟ وهل نُدرك أنَّ ذلك كلّه جريمة نرتكبها في كل ثانية، و لعنة نُمارسها بـِ تكسير التعاويذ في شِفاهنا حتّى ينفكّ السحر مِن على وجهنا؟.. الحواجب الـمُقتضبة، والعيون الحائرة، ناهيك عن الشفاه الـمُكتظّة بـِ حروفٍ صمّاء ونقطٍ مُهمّشة!, كلّ ذلك يحكي لـِ وحده ويعبّر عن نفسه.. فـَ لا تقرأوا وجوهنا دُفعةً واحدة، و لا تُرهقوها بـِ الّلغو مِن الكلامـ فـَ ينفجرُ بِنا قلبنا.
• تحمل وجوه الأشخاص الكثير مِن الصمت.. انقباض شفاههمـ في الشهيق، واتّساعها في الزفير؛ ترسمـ التّراب دُخانًا يختزل بذلك كلّ الهدوء!.. ينبغي أن لا نُصدِّق أن العيون تحكي ما في القلب، فـَ المحاجر تعكس ما تراه في أعين الآخرين.. فما ذلك إلاّ استهلاك كلمات، مشاعر، ودموع!.
• الجوارح خُلقتْ لـِ تكفر بِنا يومًا ما، لـِ تُذنِبَنا ونستجديها.. لذا لم يعد للكلام في يوم من الأيام حاجة.
أحلام المقالح
عن الكلام..نتكلم ! 1877