;
عبدالوارث ألنجري
عبدالوارث ألنجري

المستاقطون في زمن الثورة 1748

2013-01-11 15:21:30


عجباً لبني قومي أولئك الذين نسميهم للأسف بالنخبة المثقفة والذين مع مرور الوقت وتتابع أحداث نجدهم أما مزايدين إلى حد السخرية والابتذال وأما معارضين إلى حد القرف والتقيؤ , ففي الوقت الذي كنا فيه نشكو من فساد وهشاشة وضعف النظام السابق وعجزه من حكم البلاد بواسطة البلاطجة والمشائخ والعسكر وغياب تام لجميع مؤسسات الدولة , كان هؤلاء المثقفون لا هم لهم سوى البحث عن السفريات ومغازلة المنظمات الأجنبية لهثاً وراء الدولارات واليورو والحديث عن زواج الصغيرات ومهاجمة العلماء والحديث عن حقوق المرأة وغيرها , وعندما تم التوقيع على المبادرة الخليجية وما سبق ذلك من مخاض عسير وتسويفات وتهديد وإراقة دماء وتحدٍ لإرادة الشعب خلال عام كامل, كان هؤلاء الكتاب والمحللون يراقبون الأوضاع عن بعد وبحذر شديد , حتى انتخاب الرئيس التوافقي المشير عبد ربه منصور هادي وتعيين باسندوة رئيساً لحكومة الوفاق بعدها نجد هؤلاء قد استفاقوا من نومهم العميق ليتحدثوا عن الانفلات الأمني والفساد المالي والإداري وعسكرة المدن والدور السلبي لبعض المشائخ , وكأن ثورات الربيع العربي قد أصحبت فيهم الضمير الإنساني والحس الوطني , لتجدهم فجأة في نشاط وحيوية عبر الفضائيات وفي الصحف والمنتديات ومن خلال الشبكة العنكبوتية يشنون حملة شرسة على الرئيس التوافقي وحكومة الوفاق ومن يقف إلى جانب الرئيس ويحترم قراراته , وكأن هذا الرئيس في البيت الأبيض وقد مضى على انتخابه أكثر من عام.
 يقولون أن هذا الرئيس لم يقدم أي جديد وهذه الحكومة فاشلة وهم يدركون تماما أن الرجل لا يزال إلى الأمن يدير البلاد من منزله خوفاً من الباب الخلفي لدار الرئاسة ويتجاهلون أن حكومة باسندوة حكومة وفاق , وكذلك هو الحال في كل وزارة على حده, فمن نائب الوزير وحتى الفراش جميعهم في مناصبهم من عشرات السنين لأنهم قيادات مؤتمرية ولا تزال تعمل بتلك العقلية والطريقة السابقة المعروفة لدى الجميع , يتحدثون عن المشائخ والقبلية وهم يدركون تماماً أن نظام صالح وحزبه ارتكز على دور المشائخ في إدارة شئون البلاد, فالشيخ هو عضو اللجنة العامة واللجنة الدائمة للمؤتمر وهو عضو المجلس المحلي بالمديرية وبالمحافظة وهو عضو مجلس النواب ومجلس الشورى , حتى الحكومات المتعاقبة خلال الثلاثين عاماً الماضية كانت تشكل وفق إستراتيجية النفوذ والمناطقية والمشيخة ومع ذلك, فإن كل ما مضى شيء ’, والحملة المسعورة على القيادات العسكرية من أنصار الثورة الشبابية شيء أخر وفي مقدمتهم اللواء علي محسن الأحمر بأن هذا الرجل هو من يعرقل تنفيذ بنود المبادرة الخليجية , وهو من يتمرد عن قرارات الرئيس هادي , فبدل من أن نشيد بدور هذا القائد العسكري تجاه ثورة الشباب ووقوفه إلى صف المواطنين ومطالبهم المشروعة , نجد هؤلاء المتناقضين مع انفسهم يوجهون له سيلاً من الاتهامات الملفقة زورا وبهتانا , تارة تحت مسمى إخراج المعسكرات من المدن رغم انه أول من طلب ذلك , وتارة بالهمز واللمز عن حروب صعدة مع أنهم يدركون انه كان قائد عسكرياً ميدانياً في تلك الحروب ينفذ توجيهات القائد الأعلى للقوات المسلحة وغيرها من الخبابير الملفقة والتي تؤكد أن أصحابها مرضى نفسيين هم بحاجة إلى أقرب مصحة أو أنها أقلام مأجورة تتغير مواقفها ووجهات النظر بحسب المصلحة الشخصية الأنانية البحتية على حساب الوطن وقضاياه الهامة والمصيرية , وإلا ماذا تعني هذه الحملة ضد هذا القائد العسكري , ولماذا اليوم ولم تكن عند انضمامه إلى ثورة الشباب ؟ وماذا عن الآخرين مثل الحوثي أو تلك القيادات العسكرية التي واجهت شباب الثورة بالرصاص الحي ومضادات الطيران, كما تم في جولة كنتاكي وغيرها ؟؟ أليس من الواجب اليوم أن نقف إلى صف هذا الرئيس التوافقي لإصلاح ما أفسده النظام السابق والمساهمة في إنجاح الحوار والحفاظ على الوحدة الوطنية وتوعية الناس بما يسهم في إعادة الأمن والاستقرار إلى كل المحافظات وحقن دماء المواطنين ؟.
أن كنتم صادقين ويهمكم بناء هذا الوطن والحفاظ على أمنه وحريته ووحدته واستقراره ، ولكن هيهات ذلك , فلا يمكن لأولئك الرعاع الذي اعتادوا اللهث وراء المال المدنس, ان يفقهوا ان عملية التغيير التي شهدتها بلادنا خلال العامين الماضين ما كان لها ان تتحقق لولا التضحيات الجسام التي قدمها شعبنا اليمني من أقصاه إلى أقصاه ويكفي للقيادات العسكرية الشريفة من أنصار الثورة الشبابية الشعبية فخراً أنها قدمت حينها رؤوسها على أكفهم فداءً للوطن وقرباناً لتلك الأهداف النبيلة السامية التي خرج شبابنا إلى ساحات التغيير وميادين الحرية من أجل تحقيقها وظلت تلك القيادات العسكرية لأكثر من عام حصناً منيعاً أمام مخططات بلطجة وقوات النظام السابق حتى عجز وانهارت قواه أمام إرادة الشعب وقوته..
كنس الفاسدين أولاً
سليمان عياش
تعد حملات النظافة التي تقام في بعض مدننا اليوم عملاً محموداً وهادفاً ومتعاونااً وهذه هي قمة الحضارة والارتقاء بمعنى المسئولية والمشاركة الفعالة التي تخدم الوطن أرضاً وإنسانا, ولكن في مقابل ذلك كان يجب أن يرافق أو يسبق تلك الحملات كنس الفاسدين من المؤسسات الحكومية, ولأهمية الأمر نطرح السؤال التالي :ألم يكن الأولى أن تكنس البلاد من الفاسدين؟هذا ما سنتطرق إليه باختصار بعد أن نوضح أهمية النظافة بمختلف المجالات والأماكن والمستويات.
"المسلم والنظافة"
إن نظافة الطريق أبهج لنفوس السالكين وأنقى للنسيم وأبعد عن أذى العاثرين ووسيلة هامة للحد من تكاثر الذباب ونقله لجراثيم الأمراض. وما أقبح عادة من يرمي الأقذار إلى الشارع من شرف الطوابق فتنتشر فيه وتسيء إلى منظره وهوائه وإلى الصحة العامة، فمن فعل ذلك فقد آذى مجتمعه ولوث سمعة بلده وفعل مستهجناً ووقع في الإثم . إن إماطة الأذى عن الطريق شعبة من شعب الإيمان، وإن لفاعلها ثواباً عند الله تعالى . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الإيمان بضع وسبعون شعبة أو بعض وستين شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الإذى عن الطريق، والحياء شبعة من الإيمان ". وقال : " بينما رجل يمشي بطريق وجد غُصن شوك على الطريق فأخَّره، فشكر الله له فغفر له " ، وقال عليه الصلاة والسلام : " عُرضت عليّ أعمال أمتي حسنها وسيئها، فوجدت في محاسن أعمالها الأذى يماط عن الطريق، ووجدت في مساوئ أعمالها النخامة تكون في المسجد لا تدفن".
فالتسبب في اتساخ الطريق وأذى المارة سيئة تنقص من درجة الإيمان الكامل وخاصة التخلي في طريق المارّة أو ظلهم. قال عليه الصلاة والسلام : " اتقوا اللاعنين، قيل : وما اللاعنان؟ قال : الذي يتخلىّ في طريق الناس أو ظلهم " فعلى المواطنين كافة أن يساهموا في نظافة بلدهم، فلا يلقوا الأوساخ من النوافذ والشرف، بل يضعوها في أماكنها من الطريق ليلاً قبل جولة عمال التنظيفات، وهي في أكياس النايلون بعد إحكام ربطها وبعد إضافة شيء من المطهرات إذا أمكن . ونأمل من رجال التنظيفات جزاهم الله خيراً وضاعف حسناتهم، أن ينشطوا في إماطة الأوساخ والأذى عن الطريق. ومن الواجب نقل الأقذار في صناديق محكمة الإغلاق، حتى لا تتناثر في الطريق أو تفسد الهواء برائحتها المستكرهة، وأن يكون النقل في الأوقات التي تكون الطرق والشوارع فيها خالية من المارة كما في آخر الليل . إن الإسلام طهارة ونظافة وعبادة ولطافة، والنظافة جمال وكمال، والطهارة ركن وقائي من الأمراض السارية، فتحلّوا بهما وربوا أولادكم عليها وساهموا في نشرهما في المجتمع وربوع الوطن ترضوا ربكم وتبلغوا المظهر اللائق بكم وتساعدوا في تخفيف وطأة الأمراض وانتشارها بينكم .
فردية مستمرة خير من جماعية منقطعة
بدل من أن يخصص يوماً واحداً في السنة فقط لحث الناس وتوعيتهم في المشاركة في حملة النظافة في هذا اليوم, يجب أن تبذل الجهود في نشر الوعي المستمر بين أفراد المجتمع عن أهمية النظافة الفردية المستمرة, أي أنه عندما ينتشر الوعي بين الناس بكافة الوسائل الممكنة يصبح أمر النظافة أكثر سهولة وفاعلية من خلال حث الناس على وضع المخلفات في أماكنها المخصصة لها ,حيث يصبح أمر النظافة شيء روتيني لدى الأفراد مما يحسن مستوى نظافة الحارات خاصة واليمن عامة.
تقصير حكومي
لا يخفى على أحد مدى تقصير الإدارات الخاصة بالنظافة ويتضح ذلك من خلال أشياء كثيرة منها على سبيل المثال عدم تقديم تسهيلات للمواطن ومساعدته في الالتزام بوضع المخلفات في أماكنها المخصصة لها ,فمثلاً في بعض الحارات - للأسف الشديد -لا توجد حتى صناديق للقمامة مما يترتب على ذلك تشتت المخلفات ورميها في كل مكان, فمثلاً وأنت تمشي في بعض ممرات الحارات ترى بأم عينك القمامة والمخلفات مرمية هنا وهناك والروائح الكريهة تنبعث منها والتي قد تؤدي بدورها إلى انتشار الأوبئة والأمراض بين الناس كما ذكرنا سابقاً, ومن هنا نتمنى أن تتحمل إدارات النظافة المسئولية الملقاة عل عاتقها وتقوم حتى بتخصيص صناديق لكل مجموعة من البيوت والأخذ في الحسبان حسن اختيار الموقع والتوسط بين البيوت .
نحتاج إلى كنس الفاسدين أولاً
يعلم الجميع حجم الفساد المؤسسي في اليمن الذي يطغى على كافة المؤسسات الحكومية التي تعد الركيزة الهامة والأولى في دعم التقدم والرفاة ومواكبة الحضارات المتقدمة في كل مجتمعات ودول العالم أجمع ,ولذلك كان الأولى من أن نحمل المكانس لكنس المخلفات والأتربة عن شوارع المدن تكريس كافة وسائلنا الإعلامية للترويج ليوم النظافة العالمي ,كان الأولى بل والأحرى أن تٌحمل مكانس المصداقية الوطنية لكنس الفاسدين الذين رموا المجتمع اليمني في مستنقعات الجهل والتخلف والفقر والظلم ,نعم نريد يمناً نظيفاً من الفاسدين, كما نريده نظيفاً من المخلفات وكل ما يسيئ له, لكن في الجانب الآخر لو دققنا النظر في سبب تفعيل يوم النظافة العالمي والدعوة إلى المشاركة فيه, لرأينا أن كل ذلك ناتج عن التقصير الكبير في الإدارة المندرجة تحتها النظافة والبيئة لكل المدن بلا استثناء ,فلو كانت الإدارات جادة وصادقة في مهامها وعملها لما احتجنا إلى يوم عالمي للنظافة أو غيره, ولكن للإهمال الكبير من هذه الإدارات- أو حتى الإدارات العليا -أتت الإضرابات المتتالية لعمال النظافة الذين لم يحصلوا على حقوقهم المكفولة لهم ديناً وقانوناً , وكذا عدم العمل بأمانه, من قبل بعض عمال النظافة ,ولو وجدت الرقابة الفعالة في كل المؤسسات وخاصة مؤسسات النظافة والبيئة التي تهتم بالجانب الهام الذي يمثل وجه اليمن بالنسبة للعالم لما وصل إليه بلدنا من الحالة التي يرثى لها.
 وفي الأخير نعلم جيداً أن أمر النظافة يعود علينا جميعاً بلا استثناء بالفائدة إن اهتممنا به أو بالإساءة إن نحن أسأنا إليه وأن المسئولية في عنق كل فرد ويجب أن يؤديها بأحسن حال.
 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد