إن تلك القرارات التاريخية التي تعد نقطة تحول في تاريخ اليمن العظيم هي نتاج الثورة السلمية, وهى في نفس الوقت ثورة في حد ذاتها, لأنها تمثل أهم أهداف الثورة, والذي بتحقيقه ستتحقق جميع أهداف الثورة التي قامت من أجل تحرير الوطن من الاحتلال العائلي المستبد الفاسد, وتخلص جميع مؤسسات الدولة من سرطان الفساد العائلي, والمناطقي, و(العسقبلي), وبناء دولة النظام والقانون.. فالثورة السلمية, التي واجهتها العائلة بتلك الترسانة العسكرية, هي التي صنعت تلك القرارات..
وبهذا فإن تحرير المؤسسة العسكرية من قبضة العائلة, وسيطرة الأفراد, وتوحيد وهيكلتها, وإعادتها إلى موضعها الأصلي, ودورها الحقيقي والذي يتمثل في حفظ الوطن والمواطن, وتحقيق الأمن والاستقرار, وحماية الثورة ومكاسبها.. ولذا فإن (ثورة الهيكلة كما أرى)هي قرارات ثورية, فإعادة الجيش إلى ملكية الشعب والوطن بعد توحيده وهيكلته, هو الذي سيضمن تحقيق جميع أهداف الثورة بطابعها السلمي؛ لأن الجيش هو صمام أمان الوطن من التمزق, ومصدر الأمن والاستقرار..
فإذا كانت ثورة الهيكلة هي من الثورة, وتدل على استمرارية الثورة في التقدم نحو النجاح، وتدل على أن أي وقوفٍ ضد هذا القرارات يعد وقوفاً ضد الثورة وجميع أهدافها؛ فهل الثوار الذين قاموا بالثورة,ويسعون إلى تحقيق أهدافها سيقفون ضد تلك القرارات التي تحقق أهم هدف من أهداف الثورة؟ وكيف يعقل هذا؟ وهل يصدق أن الثائر يقف ضد أهداف الثورة التي خرج من أجلها؟ وهل الذي يقف ضد الثورة هو ثائر؟..
كثيرة هي الأسئلة التي تجيب عنها تلك التصرفات, والتي تدل على ما يحاك هنا وهناك ليلاً ونهاراً بمسميات عدة, وشعارات كثيرة كلها تهدف إلى تمزيق يمننا الحبيب وتدميره..
فإذا كان الجيش هو السبب الأول في كل ما حدث من صراعات وحروب في جنوب الوطن وشماله, بسبب ولائه وارتباطه بالنخب والأفراد والعائلات وضعف ولائه للوطن, وهذا ما وجدناه في الثورة, وهو الأمر الذي أعاق الثورة, وأراد تحويلها إلى العنف وتجريدها من طابعها السلمي, فأي ذريعة أو حجة ستقبل لمن يقف ضد قرارات الهيكلة؟.. فالثورة مازالت مستمرة وبطابعها السلمي, وهذا ما تؤكد عليه تلك القرارات التاريخية, والتي تعتبر ثورة صنعتها, وأنتجتها الثورة السلمية.
معاذ الجحافي
قرارات الهيكلة ثورة صنعتها الثورة 1666