سيرتفع عدد سكان الأحياء العشوائية والفقيرة في العالم إلى "2" مليار نسمة بحلول عام2030م في مقابل "1" مليار حالياً في حال لم يتم التغلب على مشاكل السكن والتوسع العمراني والخدمات الأساسية في دول الجنوب، إذ تضم هذه الدول عشرين مدينة كبرى يزيد عدد سكانها على عشرة ملايين نسمة، حيث سيمثل سكان الحضر 70% من تسعة مليار نسمة عام2050م غالبيتهم في آسيا وأفريقيا وجنوب القارة الأميركية وهذا سيفضي إلى تحديات في مجالات السكن والعمل والأمن والبيئة والنقل والصحة والتعليم والخدمات.
التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي شهدها العقد الماضي مكنت من تحسين معيشة 227 مليون نسمة من سكان العالم الفقراء غادروا أكواخهم للعيش في أحياء جديدة بنسبة نجاح زادت2.2% على المعدل الذي وضعه برنامج تحدي الألفية ضد الفقر عام2000 القارة.. الآسيوية حققت أفضل النتائج في مجال محاربة الأحياء الفقيرة ومكنت 272 مليون نسمة من تحسين أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية، منهم125مليوناً من القاطنين في المناطق الفقيرة في الهند والصين، كما تحسنت أوضاع 24مليون فقير في أفريقيا جنوب الصحراء وعشرة ملايين في البرازيل وحدها، وبفضل برامج محاربة الفقر تتحسن معيشة 22مليون شخص سنوياً، لكن يظل الرقم متواضعاً، لأن العالم يحتاج إلى انتشال 100مليون فقير إضافي من القاطنين في مدن الصفيح قبل حلول عام2020م ومنطقة شمال أفريقيا تبقى من بين أفضل مناطق الدول النامية التي تراجع فيها عدد سكان الأحياء الفقيرة بنحو تسعة ملايين شخص.
إن التفاوت الكبير بين مناطق غنية جداً وأخرى مدقعة ساهم في ظهور حالات عدم الاستقرار الاجتماعي وانتشار الجريمة والبطالة والانحراف والعنف وتدهور البيئة واتساع الفجوة الحضرية بين سكان البلد الواحد أو المدينة الواحدة، كما أن التزايد السكاني والهجرة من الأرياف من العوامل غير المساعدة، إذ يرتفع عدد سكان الدول النامية نحو 58مليون سنوياً ويزيد عدد القاطنين في دور الصفيح 6ملايين سنوياً، على رغم الجهود المبذولة للحد من تفشي ظاهرة العشوائيات.
هناك علاقة بين فشل السياسات الحضرية وتزايد معدلات الفقر وانتشار مدن الصفيح، كما لا تمس التكاليف الاقتصادية والاجتماعية الباهظة الفئات المحرومة والمهمشة فقط، بل تشمل المجتمع عموماً وتعمق الفوارق وتضر بالطابع الاقتصادي والاجتماعي، الثقافي والبيئي للسكان.
وهناك تراجع في معدلات الكثافة السكانية في الأحياء الفقيرة في الدول النامية، بحيث تراجعت من 39 إلى 32% على مدى العقد الماضي.. وبناء على هذه التقديرات ربما يستقر العدد الإجمالي لسكان مدن الصفيح في نحو 890 مليون بحول عام 2020م، شرط استمرار برامج القضاء على الأحياء العشوائية وتحسين شروط عيش الفقراء وبناء تجمعات سكانية جديدة مدعومة من الحكومات، تشمل الخدمات المحلية الأساسية.
هامش:
الحياة العدد "18139" 2/12/2012م
الاتحاد الاقتصادي 1/12/2012م
د.علي الفقيه
فقراء العالم هل هم بحاجة إلى إنقاذ؟ 1600