كلمة زعيم لا تقتصر على رئيس الدولة وتحت هذا التعريف الهولاكي بالنسبة لنا نحن العرب نتدرج عدة مسميات وينطبق على الجميع مفهوم الهولاكية .. فمنها زعيم الدولة, زعيم العصابة, أمير زعيم الحرب, زعيم القاعدة, زعيم النفط والغاز.. زعيم الموانئ والأراضي وزعيم القبيلة!!.
وكل الزعامات ومكوناتها الفيروسية المعادية للتغيير أسماء كرتونية لا تمت للحضارة والمدنية والتحديث بصلة شرعية خصوصاً في أوطاننا العربية الإسلامية بقدر ما هي هوامير بشرية للثروة الوطنية والثراء في سوق البورصة المخابراتية ومقاهي السهــر الليلي في خشبات المسارح والمنتجعات الخارجية ومن هذا المنطلق فإن حق العودة وترحيل الزعيم ضرورة حتمية ومطلب شرعي لكل جماهير شعبنا اليمني المتطلعة إلى البناء والتنمية والحكم الرشيد على أسس مدنية حضارية تلبي حاجيات المجتمع وترقى بالوطن إلى مصاف الإنتاج ومرفئ الاستقرار.
حق العودة وترحيل الزعيم قرار جماهير لا رجعة فيه إلى المساومات ولا عودة فيه إلى وهن الارتهان, في ثقافة الساسة المرتهنون في أحضان سياسة الجوار والمنبطحون في بيت الطاعة لتسول القرار الدولي.
حق العودة هنا قرار جماهيري يعني استرداد الوطن وسيادته من هيمنة القوى المحلية والتدخل الخارجي..
حق العودة إلى الدولة بمعناها المدني ومفهومها المؤسساتي وانتزاعها سلماً من كنف القبيلة وحكومة ظلها والتي عملت على ارضاعها ثقافة التخلف وحنكتها بسياسة الفوضى وربتها على الصراعات والتبادل القهري للسلطة مما أدى إلى إضعاف جسمها المدني وترهل روحها الحضاري واغتيال فكرها الوطني التقدمي .. حق العودة إلى الدولة المستقلة سلطاتها الأربع "التنفيذية, التشريعية, القضائية, والاعـــلامية".
حق العودة إلى النظام الديمقراطي الفتي والتداول السلمي الحقيقي للسلطة كخيار وطني وسلوك حضاري يضمن للجميع التعايش الإنساني والمواطنة المتساوية بين الحاكم اللأ قبلي والمحكوم اللأ مسجون في عُرف القبيلة .. حق العودة إلى الدستور اليمني, حق العودة إلى القانون والعدل الاجتماعي لكل النـاس.
حق العودة إلى الدولة والوطن .. وترحيل الزعيم إلى منفى البيت أو جزيرة الإقامة الجبرية بعيداً عن المشهد السياسي وحراكه الثقافي الثوري وإن تطلب الأمر ترحيل الزعيم عن الحياة فلا ضير كي يحيا الوطن بأمن واستقرار وتسوده المحبة والسلام وحكم الشعب من الشعب كبديل تغييري حضاري للصراعات والفتن وشرعنة الوطن بيد القبيلة ومؤسستها المشائخية العابثة بالوطن والمستحوذة على خيراته وثرواته ودخله القومي وممارستها عرف الفوقية والأنا واقتسام الأرض والإنسان ..!؟
إذاً لا بد من حق العودة إلى مشروع الدولة كمطلب جماهيري شعبي واستحقاق وطني لمغادرة عُرف القبيلة وبناء الوطن على أساس المدنية والتحديث والمشاركة الشعبية في الحكم وتجفيف منابع المركزية الحادة في ممارسة السلطة والتي تحد من دور الدولة وتعيق مشروع البناء والتنمية لصالح الأســرة وحكم القبيلة.
ولا بد من ترحيل الزعيم كي يكون الوطن على صراط ثوري تغييري مستقيم حيث أن حق العودة وترحيل الزعيم قرار جماهيري مستقل لا يرتبط بتوصية من الجارة العرجاء ولا يرتهن بخارطة طريق إقليمية عوراء ولا ينتظر ضوء أصفر من بيت الطاعة الأوبامي ونعيق الناتو الدولي .
معاً لتحقيق مشروع حق العودة إلى الدولة والوطن وترحيل الزعيم بعيداً عن الصراعات والفتن.
علي السورقي – شيفيلد المملكة المتحدة
حق العودة وترحيل الزعيم 1513