ببدلته العسكرية الزرقاء الخاصة بالقوات الجوية وحقيبته السوداء والتي تلازمه أثناء الصباح ويحتفظ بمقالاته وأوراقه داخلها وبأفكاره النيرة وأحلامه البسيطة في هذه الحياة تعرفت على أخ عزيز وصاحب مواقف وقلم حر وشجاع، إنه العقيد الخضر الحسني، كان ذلك في العام 1997م حينما حاولت بعض القيادات الرياضية العسكرية محاسبته على مقالة كان قد كتبها في إحدى الصحف حول الرياضة، لكنه لم يأبه لتلك التهديدات، وظل يقارع الفساد في مختلف المرافق ويقول رأيه بشجاعة في مختلف الصحف، دون أن ينحاز لجهة أو حزب معين وهنالك في تقاطع شارع الرقاص مع شارع الرياض كنت أجده باستمرار وهو يطالع الصحف ويشتري البعض منها حسب الأهمية والسيولة المالية داخل أقرب مكتبة إلى سكنه، كان لنا لقاء متواصل وهموم مشتركة وتربطنا صداقة أخوية خالية من أي مصالح دنيوية زائلة واذكر انه عندما تم تعيين احد الأصدقاء في مؤسسة إعلامية وبعد قيام مدير أشغال محافظة صنعاء بفصلي عن العمل وأنا في إجازة عرس، وقد كان هذا المدير ضابطاً في الحرس الجمهوري ومديراً لمكتب أشغال صنعاء في نفس الوقت وقد منح درجتي الوظيفية لأحد أقاربه، وللأسف فقد تم تعيينه مؤخراً وكيلاً للمحافظة، المهم في ذلك الوقت كانت ظروفي المالية صعبة للغاية وقد طلب مني ذلك الصديق الخضر بالذهاب إلى صديقنا في إحدى المحافظات والعمل معه في تلك المؤسسة الإعلامية، وهي محاولة صادقة منه للتعاون مع أخيه وصديقه, لكني حينها قررت السفر إلى محافظة إب والبدء من جديد، وعند السفر قال لي الخضر الحسني رحمة الله الرجال الشرفاء محاربون، فكن شامخاً كما عهدتك ولا تستسلم وكن واثقاً بالله، فالرجال لا تضيع ووداعاً يا صديقي وظلينا على تواصل إلى ما قبل خمس سنوات، وقد عرفته بالقلم الحر الشريف الذي يقول كلمة الحق في وجه الفاسدين ويمتدح في الشرفاء سواء كانوا فقراء أو أغنياء وينتقد المخالفين والفاسدين مهما كانت مناصبهم، عرفت في الحسني رحمه الله طيب ودماثة أخلاق الضباط المتواضعين وعزة وأنفة المواطن اليمني والموظف البسيط، لقد رحل الكاتب والضابط الرياضي الخضر الحسني، نسأل الله أن يتغشاه بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان إنا لله وإنا إليه راجعون.
عبدالوارث ألنجري
الخضر الحسني.. وداعاًً يا صديقي 1780