;
مدين القحطاني
مدين القحطاني

رسالة صدق.. إلى سيدي الرئيس 1538

2013-01-03 03:02:29


سيدي الرئيس.. لن نكون جاحدين ولا نستطيع إنكار ما فعلته وتفعله لأجل هذا الوطن الغالي, إذ أنك قدت سفينة هذا الوطن جاهداً للوصول بها إلى ساحل النجاة ونشكرك على ذلك, و لكني لست هنا بصدد المديح أو ما شابه, أنا هنا أرفع عتاب مواطن إلى رئيسه لا غير..
 سيدي الرئيس.. ماذا عن أعزائنا الغاليين الوطنيين فلذات كبد هذا الوطن الذين تنالهم يد الغدر القذرة من القادة العسكريين والأمنيين, بل من خيرة منتسبي هاتين المؤسستين اللتين تعتبران السور الصلب لأمن واستقرار البلد, بل إن تلك الأيادي القذرة لا تنال إلا كل وطني شريف وكأنهم ينتقونهم انتقاء؟, لماذا لا نسمع من قبلكم تشكيل لجنة مختصة وذات خبرة عالية بمثل هذه الأعمال( الاغتيالات ) للوقوف على هذه الأعمال المشينة وعلى أسبابها وأساليبها والبحث والتحري وراء من يقومون بها أو يقفون ورائها, كونكم القائد الأعلى للقوات المسلحة؟.. إذاً فأنت المعني الأول بذلك, فأين لجنتكم سيدي الرئيس؟ أم أن اكتفائكم بالإدانة وتحميل القاعدة مسئولية ذلك تعتبرونه كافياً لإقناعنا ؟ أو أنها طريقة لتسقيط واجب ؟.. 
لا سيدي الرئيس.. إن هذا لا يساوي قطرة من دم احد أولئك الشهداء الأبطال, فهم لم يبخلوا بأرواحهم لأجل وطنهم ومن حق أرواحهم على الوطن كشف ومعاقبة من يرتكبون أو يقفون وراء أخذ حياتهم من أمهم اليمن, بل على العكس من ذلك, فما إن تقع تلك الجريمة على رجال الوطن نفاجأ بسرعة بديهة حكومتنا لتعلم الغيب أو تكتشف من الصور التي لا تدع مجالاً للشك من هو المجرم, حيث صورت الحادثة بواسطة الأقمار الصناعية المراقبة لأنحاء الجمهورية التابعة لحكومتنا الموقرة!!, وإلا فما أدراهم أن القاتل من القاعدة, فقد يكون من غيرهم؟!، نحن لا نستبعد أن تكون القاعدة وراء كل تلك الاغتيالات أو بعضها, ولكن لست متأكداً من هذا.. برأيي الشخصي قد يكون سبب الاغتيالات الحرب على الإرهاب وقد ربما يكون السبب غير الحرب على الإرهاب, يعني مثلاً أسباب سياسية بحتة أو لربما كانت الأسباب شخصية خالصة ( يعني أن هناك احتمالات واقعية ) ولن نتأكد إلا عبر جهاز مختص ذات خبرة عالية يتسم منتسبوه بحدة الذكاء ومواصفات تتعلق بهذه الأحداث ولا بأس بالاستعانة بالخبرات الأجنبية للضرورة وهذا التصرف من الحكومة إما تجاهل للوضع أو استغباء للمواطن.
سيدي الرئيس.. إن صمتكم هذا أو تساهلكم أو اكتفائكم وحكومتكم بالإدانة ورمي تقصيركم على تلك الشماعة( القاعدة ) ليس في صالح الوطن ولا المرحلة المقبلة ولا ما تدعون إليه من دولة مدنية, بل إن تأثيره سلبي جداً على مؤتمر الحوار القادم برعايتكم الحكيمة, إذ كيف سينجح حوار والقتل تلو القتل يتعرض له الضباط والصف والجنود الوطنيون الذين يعول عليهم في حماية وحراسة هذا الوطن وما يخرج به مؤتمر الحوار وخصوصاً إذا كان مخرجاته لا ترضي طرفاً ما. 
سيدي الرئيس.. إننا على ثقة تامة بقيادتكم وحكمتكم, وبرأيي إن هذه المسألة أخطر من انقسام الجيش نفسه, إذ أن الجيش المنقسم وإن كان ضاراً فهناك في كل قسم أناس وطنيون يمكن (يمكن ) أن نرى فيهم بصيص أمل في تغيير الوضع للأحسن في إحدى الأيام, ( لأنهم ما يزالون احياء ), أما بعد أن تطالهم يد الغدر والخيانة لتنتزع منا أرواحهم فما فائدة توحيد الجيش في قلوب مريضة تسعى وراء مصلحتها الشخصية الضيقة؟ ( مع عالي تقديري لكل ضابط وصف وجندي وطني مخلص) ولكن هؤلاء المخلصين سيتم التخلص منهم من قبل نفس العصابة التي تخلصت من الرجال الأبطال الذين سبقوهم مادام الصمت مطبقاً على كل أجهزة الدولة أو في أفضل الأحوال سيغلبون نفسياً وإعلامياً ويميلون إلى التنحي عن أداء واجبهم على أكمل وجه بطريقة أو بأخرى ( وهذا ما اتوقعه ), وكما تدركون سيدي الرئيس بأن الحرب النفسية أمضى من حرب السلاح الناري, بل أمضى حتى من القنابل النووية.
سيدي الرئيس.. من المهم أن نتدارك الموقف قبل اتساعه واتخاذ كل ما ترونه لنصل إلى تلك العصابة مهما كان انتماؤها وإنزال العقاب على قتله الشهداء, والحفاظ على رجال الوطن لكي يستطيعوا القيام بواجبهم, حاملين على عاتقهم وطنهم الذي لم يتوان في إنزال العقاب الرادع في حق من قتلوا زملائهم ( القتلة الحقيقيون) أو وقف أو ساعد في ذلك.
سيدي الرئيس.. إن رسالتي هذه إن كان فيها ما يسيء للأدب والاحترام أمام سيادتكم.. فإنني أعتذر عنها, ولكن لتعرف أنها خرجت من قلب يعتصره الأسى و شعور يمطر عليه الحزن بوابل من المصائب, وكلما حاول أن يتناسى جاءت مصيبة جديدة ( اغتيال ) ليزداد الألم ويتسع الكرب على أبناء وطني, بل دماء الوطن النقية الطاهرة.. ونسأل من الله أن يري رئيسنا الحق حقاً ويرزقه اتباعه ويريه الباطل باطلاً ويرزقه اجتنابه. 
 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد