سألني احد الأصدقاء بالقول: لماذا توقفت عن الكتابة بصورة مفاجئة رغم أن هنالك تطورات في تحقيق عملية التغيير وتنفيذ المبادرة الخليجية من خلال الجهود الحثيثة التي يبذلها الأخ رئيس الجمهورية ومعه مندوب الأمين العام للأمم المتحدة والدول الراعية للمبادرة وهنالك الأحداث والقضايا والمظاهر التي تستدعي الكتابة حولها, مثل عمليات الاعتداءات المتكررة على أنابيب النفط وشبكة الكهرباء والاتصالات وكذا عمليات الاغتيالات للعديد من القيادات العسكرية والمدنية عبر الدراجات النارية وغيرها , وهو ما دفعني للكتابة وإن كنت أخشى بعض الأمور والنتائج السلبية لكتاباتي السابقة في الكثير من المواضيع وكأن هنالك ثمة شخص يستعديني حتى في كتاباتي لينفذ عكسها على أرض الواقع, أو ربما هو حظي التعيس الذي يلازمني ويدفعني للكتابة عن قضايا مكتوب لها عكس ما يدور في مخيلتي ويخطه قلمي, فخلال السنوات الماضية كتبنا الكثير من المقالات والتقارير عن الحركة الحوثية وخطرها على الوطن وأبنائه من خلال بث روح النزاعات المذهبية وإشعال الحروب الطائفية داخل كل بيت يمني, ورغم الحروب التي خاضتها الدولة حينها ضد هذه الحركة وإجماع كافة أبناء الوطن حينها على ذلك, إلا أننا نتفاجأ اليوم بأن الحوثية صارت اليوم من القوى الثورية ضد النظام السابق, ومن أهم القوى المشاركة في مؤتمر الحوار رغم رفضها مسبقاً لهذا المؤتمر وعقدها مؤتمر آخر يدعى له العديد من المشائخ والوجهاء وقيادات عسكرية ومدنية كمؤتمر تلاحم كافة أبناء الوطن لطرح الحلول بنكهة إيرانية للخروج من النفق المظلم الذي أدخلنا إياه النظام السابق وسياساته المتخبطة, وصار لهذه الجماعة تواجد قوي ليس في شمال الشمال فحسب بل وحتى في قلب الجنوب والوسط والشرق والغرب.. وحتى أقطع الطريق أمام مرضى النفوس الذين قد يقولون إن ما سبق هو حنين للماضي, نؤكد مراراً وتكراراً بضرورة مواصلة السير بالثورة الشبابية حتى تحقيق كافة أهدافها السامية والنبيلة, كونها المخرج الوحيد لما نحن فيه اليوم وبما يتوافق مع المبادرة الخليجية وتطلعات أبناء الوطن, فعجلة التغيير التي تدحرجت بداية العام 2011م من داخل ساحات الحرية والتغيير لن تتوقف حتى تحقيق كافة أهداف الثورة الشبابية الشعبية السلمية والتخلي عن أي من أهدافها خيانة لدماء الشهداء وآمال وتطلعات ابناء الشعب.. وحتى نكون منصفين فيجب أن نشير هنا إلى أن ما تم تحقيقه ليس بالهين, بل عمل عظيم وجهود جبارة بذلت لإخراج الوطن من ذلك النفق المظلم بأقل الخسائر, بعد تحمل تلك التركة المليئة بالأشواك والعقد والألغام وغيرها, وعلينا جميعاً الوقوف إلى صف الوطن وكل ما يصب في السير به إلى بر الأمان والحفاظ على وحدته وأمنه واستقراره وسيادته وسلامة أراضيه وحقن دماء أبنائه, لنعمل جميعاً في مواجهة كافة المؤامرات التي تحاك ضد وطننا الحبيب من الخارج وأذنابهم في الداخل وردع كل من تسول له نفسه إدخال البلاد في أتون الحروب والاقتتال لتحقيق مصالح شخصية أو لتنفيذ مخططات خارجية, لنتعاون جميعنا من رجال الأمن وأبطال القوات المسلحة الشرفاء في محاربة المخربين والقتلة والمجرمين الذي يستهدفون الخدمات الأساسية من كهرباء ومياه ونفط وغيرها, وكذلك من ينفذون مسلسل القتل والاغتيالات داخل المدن تحت أي مسمى من المسميات, ولا نوجه اللوم للأمن والجيش في مثل هذه الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد وفي الوقت الذي نظل نحن نتفرج عاجزين عن العمل بأي شيء يصب في خدمة هذا الوطن الغالي..
صحيح أن هنالك الكثير من القضايا والمواضيع التي نواجهها اليوم وهي من مخلفات السابق, مثل الفساد المالي والانفلات الأمني في بعض المحافظات وغيرها, لكن كل ذلك سيتم القضاء عليه إذا تعاونا مع الشرفاء من أبناء الوطن في تنفيذ بنود المبادرة الخليجية وإنجاح مؤتمر الحوار الوطني والإعداد لانتخابات حرة ونزيهة لبناء اليمن الجديد والدولة المدنية الحديثة المنشودة.
عبدالوارث ألنجري
الخروج من النفق 1746