;
2012-12-31 08:09:36


عام البشريات؟!
نودع اليوم العام الثاني عشر بعد الألفين من ميلاد نبي الله عيسى على نبينا وعليه السلام، وقد كان العام حافلاً بالبشريات في البلدان التي ثارت على طغاتها، حتى سوريا الحبيبة رغم التضحيات الكبيرة وهمجمية النظام الذي كدَّس الأسلحة لعقود مضت من أموال الشعب، وديونٍ على الشعب للانقلاب عليه أخيراً، ومحاولة إبادته، وتدمير مؤسساته الحيوية وبنيته الأساسية، حتى إذا أخزاه الله وألقاه في مكان سحيق من جهنم يكون قد أعاد الشعب السوري إلى الخلف عقوداً، وهكذا ابتليت الأمة بحكام ينفذون خطط أعدائها لتدميرها.
وأعداء الأمة الذين أوصلوا هذا الحاكم إلى حكم الأكثرية بالأقلية القليلة، يزودونه بالسلاح، والرضى عما يفعل، ولم يعملوا شيئاً يوقضه عن جرائمه، وهم دعاة ورعاة حقوق الإنسان، رغم ذلك كله فالبشريات من سوريا تتزايد، والخناق يضيق على الطاغية الذي فقد كل القيم، كل يوم وثورة الأحرار في تقدم ومكاسب جديدة في كل سورياً.
أما في اليمن فإننا استقبلنا هذا العام قبل سنة بحكومة وفاق سارت برئيسها وبرنامجها سيراً ما كنا نتوقع أحسن منه، فقد حققت الكثير في كل المجالات.
رغم الصعوبات وضعف الإمكانات، يكفي ما حققته في المجال الاقتصادي وما حافظت عليه من مقومات الاستقرار النسبي، وانسجام وتعاون الوزراء شيء أفضل مما كنا نتوقعه، وإن كان كل وزير لا يزال مظلة لفساد نمى وترعرع خلال عقود مضت، يصعب إزالته بل وإضعافه في وقت قصير، لأن التوافق على ذلك شرط أساسي في المبادرة وآليتها، وهذا شرط يصعب تحقيقه.
وبعد شهرين من تشكيل حكومة الوفاق تمت الانتخابات الرئاسية، ومرت بسلام، وحققت المرام، واستلم الرئيس الجديد الراية وحملها بحكمة وثبات، وحقق الشيء الكثير في حدود المتاح، في ظل وضع شاذ يصعب السير فيه كما يراد، صدرت قرارات حكيمة حاسمة ناجحة، وكثير من الناس لا يعلمون أهميتها وآثارها وحصل في هذا العام انكشاف ما كان مغطى في العام الذي قبله، فقد كان عام 2011م جامعاً لقوى توافدت على الساحات مدعية أنها مع الثورة والثوار والحرية والأحرار، وتدثرت بغطاء الثورة المهمين، ولكنها كانت تعد العدة للانقضاض عليها، وتبحث عن المبررات، فانكشف خداعها وولاؤها للطغاة والطغيان، وارتباطها عضوياً به، إذ هي أساس الفساد بمعتقدات تكريس الفساد والاستبداد، والتفرقة، وتقر الظلم إن كان من فئة معينة، وتحرمه إن كان عليها؟!
كان من المبشرات في العام الذي نودعه اليوم أن انكشف الزيف، فلجأ أهله إلى التعلق بخيوط العنكبوت الممتدة من الخارج، ولجأوا إلى ممارسة أعمال تتنافى مع أهداف الثورة التي قامت، وتتنافى مع الحق والحقيقة، والعدل والحرية التي ينشدها ويبحث عنها الشعب الذي حرُمها قروناً كثيرة.
وكان من مبشرات وبشريات العام الذي نودعه انكشاف فلول المخربين والمتآمرين على الوحدة والاستقرار، والخائفين من الوصول إلى وضع ديمقراطي حقيقي مستقر، لأنهم يائسون من نصيب لهم فيوضع شوروي ديمقراطي مستقر، كما هو الشأن في الدول التي وصلت إلى المستوى اللائق من الحرية والعدالة ولقد كانت البشريات من مصر الحبيبة أكثر وأكبر، وأتوقع أنها سيكون مردودها على مصر والأمة كبير وطيب نافع له ما بعده إن شاء الله.
ـ لقد كان في مصر أحداث بل حوادث كبرى كل حدث كانت تحيطه وتسوقه الأحوال، وكان الخوف كبيراً مع كل حدث: فمحاكمة المجرمين، ونزول الناخبين وأحكام القضاة الذين ظهرت شجاعتهم في إلغاء انتخابات تمت نزيهة، ولم يكن لهم صوت ولا حكم ولا قرار في أية انتخابات قديمة مزيفة، ومعركة تشكيل هيئة وضع الدستور، ومعركة سير الهيئة، ومؤامرة الانسحاب منها لبعض الفلول في آخر المطاف ورفض ما قد تم التوافق عليه، وتكالب أعداء مصر من الداخل والخارج، لعرقلة نزول المشروع للاستفتاء، وتحالف قوى أعداء الحرية والعدالة على إحباط وإفشال الاستفتاء.. إلى غير ذلك من المعارك كل ذلك كانت عاقبته للمتقين المحبين لمصر، الحريصين على عزتها وكرامتها وإخراجها من الأنفاق المظلمة، كلها كلاً تأتي ببشريات، وما أظن نهاية هذا العام إلا نهاية لكل الأخطار على مصر، ولعل في ذلك عبرة ودروساً لبقة البلدان التي لم تكتمل فيها أهداف الثورة.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد