فلسطين محتلة منذ قرون، يتجرع أهلها المر والهوان على يد من هم أرذل الناس وأحقر الخلق، حفدة القردة والخنازير يعيثون في مسجدنا الأقصى فساداً يشردون أصحاب الأرض ويبنون لهم دولة على جثث أهلنا، هناك مرت أعوام بعد أعوام ونحن ننتظر أن تنبت لنا ألأرض صلاح الدين آخر أو أن تهب لنا السماء فاروقاً من جديد، أعوام بعد أعوام، أجيال تذهب وأخرى تولد ونحن فقط ننتظر وحين طال الانتظار بنا قررنا شيئاً خطيراً أن لا ننتظر ولكننا سننسى أننا مسلمون وسنتجاهل أن المسلمين إخوة دمهم واحد ومصيرهم واحد وشرفهم واحد كما أن ربهم واحد ونبيهم واحد..
نحن الآن شبه مسلمين أو ربما مسلمين مطورين منقحين أمساخ صور مشوهة ومقلدة للغرب..
ذهبت العراق وقبلها أفغانستان ومذابح في كل بقاع الأرض تطال من هو على ملة إبراهيم ودين محمد، وسوريا الآن تلاقي نفس المصير..
ونحن في عالمٍ آخر شبابنا مشغولون في أمور أخرى بعيدة كل البعد عن هم أمة ومصيرها والبركة في إعلامنا الحر من جهة ورؤسائنا من جهة أخرى..
الحكام لم ينتهوا بعد من تثبيت كراسيهم وتقسيم حصصهم الدسمة من كعكة الربيع العربي وهم حتى قبل أن ينتهوا من التقسيم قد أقاموا مراسيم الولاء والطاعة لسادتهم في الغرب والقادم لا يبشر أبداً بأنهم سيكونون أفضل من سابقيهم إذ حتى لغة التنديد والاستنكار التي كانت اللغة الرسمية الوحيدة للحكام السابقين قد اختفت من قاموس الحكام الجدد وآثروا لغةً أسهل وأبسط هي لغة الصمت
والإعلام العربي يعيش هذه الأيام عصره الذهبي، برامج يصرف عليها مليارات في سبيل أن ينتج شباباً وشابات مغنين وراقصات في مواجهات وتحديات صعبة، إما أن يصلوا إلى قمة النجومية في مجال الغناء والرقص أو أن يذرفوا الدموع غزيرة على ضياع أحلامهم العظيمة ليصبح نصف شباب الأمة مغنيين وراقصين والنصف الآخر متفرج ومشجع ينتظر بلهفة وشوق الحلقة الأخيرة ليصرخ بأعلى صوته، بصورة هستيرية حين يعلن عن نجم الأمة العربية القادم والذي يملأ سماءنا بإيقاعات الروك والهيب هوب أو حين يفوز فريقه المفضل من نجوم الكرة الغربية وبرشلوني أنت أم مدريدي
شيء مؤلم ما وصلنا إليه من انحطاط وتدهور ليس في أخلاقنا فحسب وإنما في أمنياتنا وأهدافناً العالم حولنا يجري، يتغير، يتوحد، يبني، يصنع ونحن كما نحن ويبدو أننا سنبقى طويلاً مجرد أجهزة استقبال لكل مخلفات الغرب الذين يعملون بجد وهمة عالية في سبيل توفير كل ما يسعد قلوبنا ويرقى بمستوى عقولنا حتى نصبح ناسا متطورين ومثقفين بالطريقة التي تفيدهم وترضيهم عنا والطامة أن ذلك يحصل بأيدي قنوات عربية و إعلاميين عرب يدعون الإسلام.
صبراً آل سوريا نحن لم نصحوا بعد من سباتنا والرجال لازال أمامهم الكثير حتى يستعيدوا همتهم وشيء من رجولتهم الضائعة منهم في ظلمات الأغاني والهوى والقلوب الباحثة عن المتعة
صبراً آل سوريا حتى نجد وقتاً لقراءة تاريخنا وبطولات أسلافنا ثم نفيق من غيبوبة يبدو أنها ستطول كثيراً.. نحن الآن نستمتع بأصوات الألعاب النارية تضيء سواد ليالينا ابتهاجاً بفوز نجم الغناء العربي الذي لن يحمل بيده سيفاً يعيد به مجد الأمة الضائع وليس بالتأكيد قلماً يمحو به عار أميتنا الثقافية والدينية ولكنه سيحمل بيده الناعمة( المايك) ليهز خصور الغواني على وقع أنغام هزيلة تستجدي فينا شيئاً من الحياء والخجل من دماء أخوتنا التي تراق في كل بقاع الأرض دون ذنب، ونحن ندير لهم ظهورنا بكل نذالة وخسة، نرقص على وقع أنين أصواتهم التي لازالت تنادي فينا عبثاً عمراً أو صلاحاً، ونغير القناة سريعا حين نلمح صوراً لجثثهم حتى لا نؤذي أعيننا بمشاهد لا تطرب قلوبنا أبداً.
عذراً آل سوريا فلا رجال الآن !!!
جواهر الظاهري
عذراً آل سوريا 1812