;
نجيب العدوفي
نجيب العدوفي

نعيش الفقر ونرضى بأنه قدرنا 1487

2012-12-31 08:05:30


في كثير من المؤتمرات واللقاءات المحلية نشهد أفكاراً عملاقة، إلا أننا لا نرى أثراً لهذه الأفكار على أرض الواقع، وإذا كنا عاجزين عن تحويل هذه الأفكار إلى مشاريع، فلماذا نقولها؟! وإذا كانت عقولنا صغيرة وغير قادرة على استيعابها.. فكيف تولدت هذه الأفكار في عقول صغيرة لا تقدر على فهمها؟!..
هذه الأفكار في الأرجح تعيش في عقول أناس ليس لديهم القوة والسلطة لرعايتها وتنفيذها على أرض الواقع، وعندما تولد هذه الأفكار تغتالها أيادي القوة، لأنها لا تفهمها، ولا تستطيع أن تتعامل معها، وكثير من أفكار المؤتمرات، قد يفكر بها البسطاء لأصحاب النفوذ لطرحها، لكنها تظل عقيمة دون جدوى.
وعادة فإن كثيراً من العقول المفكرة يحملها البسطاء ممن لا ثروة لهم ولا سلطة، وفي بلدان العالم الثالث تجد أن الحكومات لا ترعى مثل هذه الأفكار العملاقة، بل تُسهم في قتلها مبكراً، والأسواء من ذلك حين تختلق بعض الحكومات أعذاراً قبيحة كقبح قتل المواهب والأفكار، بأن هذه الأفكار غير منطقية، ولا تتناسب مع قدراتها، في حين أن الواقع يفرض علينا أن نعيش في المستقبل بكل تفاصيله، لا أن نواكبه فحسب، بل يجب أن نفكر بطرق تسبق الواقع، لا أن تسير وراءه..
هذه الأفكار قد تجد لنفسها طريقاً خارج بلدانها، التي تظل ترزح تحت عوامل الفقر والجهل والبطالة، وتعمل قياداتها على التفنن في نسج وحياكة أثواب الفقر لشعوبها، وتمنح حصيلة ذلك لأجيال المستقبل.
وفي اليمن نشعر بالفقر ونعيشه، ولدينا الثروة المتنوعة التي لو فكرنا فيها لوضعتنا على خارطة الدول المتخمة بالرفاهية، إلا أننا ننهزم قبل أن نخوض المعركة.. كما أنه ليس من المنطق أن ننظر إلى العالم يتطور من حولنا ونبقى في مكاننا، لكن يجب علينا أن نصل إلى ما وصلت إليه دول العالم المتقدمة بل ونسبقهم في مجال التنمية.
تحتاج البلد منا الكثير، فنحن بحاجة إلى مطارات دولية تكون الوجه الأبرز والصورة التي تتكون عن بلدٍ يعج بالفرص الاستثمارية، كما أننا بحاجة إلى تنمية البنية التحتية بصورة كاملة والاعتماد على الثروات الطبيعية واستثمارها من أجل المستقبل وليس بصورة آنية..
 إن استثمارنا للسياحة والثروة البشرية من أهم الاستثمارات التي ستظل تمدنا بعناصر الديمومة والبقاء وتجاوز حدود الفقر، ولو عملنا على تطوير العملية التعليمية سنجد أننا نستثمر الثروة الحقيقية للبلد وهي "الإنسان".. هذه الثروة التي لا تنضب ستصنع التنمية وستضع اليمن على خارطة الاقتصاد الإقليمي والدولي.
إن ما يتوجب علينا أن نتعامل مع التنمية بأنها صناعة لها إنتاج وهذا الإنتاج يتمثل بتحقيق النهوض التنموي الذي ينعكس إيجابياً على المواطن والوطن.. إن الدول التي تسعى الى النجاح تضع لنفسها رؤية واضحة الأهداف تسعى من خلالها إلى تطوير أدائها وتحسين خدماتها والتفاعل مع التطورات المواكبة وتستشرف التطورات المستقبلية ومتطلباتها لتحقق في النهاية خدمة الشعب والارتقاء بأوضاعه المعيشية والاقتصادية.
وهذا ما تتطلبه اليمن من الحكومة والقطاع الخاص وهذا أمر مفروض عليهم إذا أرادوا القيام بمسئوليتهم وتحقيق النهوض التنموي للبلد، ما الذي يمنعنهم من مد أياديهم للشراكة الحقيقية والتوجه نحو بناء الوطن؟، إلى متى سنظل نتعامل مع ثرواتنا باللامبالاة دون أن نستفيد منها؟ متى سيكون بإمكاننا استعادة المكانة التاريخية والتجارية لموانئنا عدن- والمَخَاء؟ّ.
 إذا توفرت الإرادة ووضعنا لأنفسنا رؤية واضحة وأشرفنا على تنفيذ هذه الرؤية، سيكون بإمكاننا أن نستفيد من خيرات البلد.. ليس من الصعب علينا أبداً أن نجعل مدينة عدن من أهم المدن التجارية والاقتصادية في العالم، فهي تشرف على أحد أهم الممرات الملاحية في العالم، ولو تم استثمارها بصورة صحيحة ستضعنا في مقدمة البلدان المتقدمة، لأن التقدم الآن أساسه الاقتصاد، وكلما كان اقتصاد البلد قوياً فهو متقدم وكذلك العكس.
إن تكاثف الجهود بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع ككل سيمكننا من تحويل الأفكار إلى مشاريع ضخمة.. لذا يتوجب على الحكومة إعادة النظر في التعليم والاهتمام بالشباب واستثمار قدراتهم ومهاراتهم ومنحهم الفرص الحقيقية للشراكة في الأفكار، وأن تعمل على فتح كافة قنوات التواصل مع الشباب وأفكارهم، فهم أداة التطوير للبلد وصناع المستقبل، فلا تنمية ما لم يقودها أبناؤها.. لقد تأخرنا كثيراً، لكن ما يزال أمامنا متسع من الوقت لصناعة الكثير.
 نائب رئيس تحرير مجلة اليمن والخليج

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد