كما في العام المنصرم نستقبل الأيام ونعلق عليها الآمال وها نحن الآن نودع تلك الأيام ونستقبل عاماً جديداً وكأن تلك الأيام ساعة من نهار أو ليل بل كأنها طيف خيال أو حلم والمؤمن الفطن من اتخذ من تقدم الأيام عظة وعبرة، فهنا عام يرحل وعام يأتي ونحن كما نحن لم نتغير، أجراس تدق معلنة عن عام جديد وأناس يحتفلون في المقاهي والملاهي والشوارع والفنادق يحتسون الخمر ويرتكبون المزيد من الآثام, يضحكون وينشرون إعلام الذنوب والخطايا فوق روابي حياتهم ، وإخوانهم في سوريا وفلسطين وغيرها الكثير يقتلون ولا يهتمون بهم..... هو عامنا رحل والأقصى ما زال جريحاً يستصرخ فينا ولا حياة لمن تنادى، ها هم أخوة القردة والخنازير يقتلون نساءنا وشيوخنا ونحن نضحك ولا نهتم بما يجري ومن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم.
الصداقة ضاعت خطواتها في مفترق الطريق, كل منا ينكسر ويذل ونحن نرقص ونشدب وتهتز أجسادنا هذه الأجساد التي خلقها الله سبحانه وتعالى ليعفيها ويحفظها.
فنحن لا نفرح لأن هناك عاما رحل بل يجب علينا أن نبكي على العمر الضائع دون أن ندون فوق صفحاته الخالدة المزيد من العمل والصدق والحب والطاعة.
فلله الحب والطاعة لخالق هذا العام، يجب أن نأخذ ركناً هادئاً نمسح به كل الآم الماضي, نمسح به كل أخطائه بصفحات جديدة ناصعة البياض، علينا أن نعيد ترتيب أوراق العمر من جديد لنسجل ماذا أنجزنا وماذا لم ننجز ماذا حققنا لنرضي الله تعالى ونرتقي بالمجتمع وآلامه للإمام .
أليس من الحكمة أن نشكر خالقنا بالطاعة والعمل ونحن نطرق أبواب عام جديد؟ وإن علينا أن نصلح أنفسنا أولا بقلع أشواك الحقد والغيرة والحسد منها لتغدو صافية نامية جاهزة ومستعدة للقاء خالقها.
علينا أن نتفاءل بعام يملؤه الصدق في التعامل وحب الوطن ومحاسبة كل مفسد يعثو في هذا الوطن الغالي.
فما أجملها من حياة عندما نزرع فيها الحب والأمل والطاعة والإخلاص حتى يرضى الله عنا ونفرح يوم لقاءه أنه على كل شي قدير
رائد محمد سيف
ودعاً لتلك الايام !! 1763