قليلون هم أولئك العظماء أصحاب الأهداف النبيلة، والأحلام الجميلة، والمبادئ العظيمة، الذين غيروا الواقع المحيط بهم، وسطروا أورع الأمثلة في التضحية والفداء والصمود، في سبيل النصال من أجل الدفاع عن حقوق الناس، وحرياتهم في العديد من بلدان العالم، حتى صاروا نجوماً تتلألى في التحرر من الظلم والاستبداد والتمييز والاضطهاد.. ومن هؤلاء العظماء محرر العبيد ( مارتن لوثر كينج) الذي كان يحلم بأن يقضي على التمييز العنصري السائد في مجتمعه وقتذاك، وكان يحلم بأن يعيش أطفاله الأربعة في مجتمع لا يحكم على الناس باختلاف ألوان بشرتهم، بل على أخلاقهم وتعاملاتهم..
لقد ناضل ( مارتن) منذ أن كان طفلاً ضد التمييز الذي كان يفصل بين البيض والسود في وسائل النقل، وبحيث تكون المقاعد الأمامية للبيض ، والخلفية للسود، كذلك كان لا يحق للسود الانتخاب والمشاركة في الحياة السياسية، ولا يدخلون المطاعم، ولكن جاء ميلاد ( مارتن) ليكون بمثابة الحلم الذي غير حياة الزنوج الأمريكان، وأصدرت المحكمة الأميركية قرار بمنع الفصل بين المواطنين على اختلاف جذورهم.. وما كان الأمر ليتحقق لو لا أن قاد مارتن العديد من المظاهرات المطالبة بإنهاء التمييز العنصري والمساواة بين المواطنين الامريكين, و دعوته إلى مقاطعة شركات النقل لمدة (282) يوماً، ما أدى إلى تقليص إيرادات الشركات ( شركات النقل) وتكبدها خسائر كبيرة.
ومارتن لوثر كينج – لمن لا يعرفه- أمريكي الأصل، ولد في 15 يناير عام 1929وحصل على بكالوريوس في علم الاجتماع، حصل على جائزة نوبل للسلام وهو في سن (35)، ليكون بذلك الوقت اصغر شخصية تحصل على هذه الجائزة، تعرض للعديد من محاولات الاغتيال، كما تعرض للاعتداء والضرب والسجن أكثر من (20) مرة، ألف العديد من الكتب، وألقى عشرات المحاضرات، كما شارك في العديد من المؤتمرات والندوات حول الحقوق والحريات، وإنهاء التمييز العنصري، اغتيل العام (1968م) عن عمر ناهز (38) عاماً، ليصبح بعد ذلك محرر الزنوج من الاضطهاد.
موسى العيزقي
أنا عندي حلم..! 1744