لقد اشتعل فتيل الحرب بمحافظة حجة بين الجهل والتعليم، وكأنها حرب داحس والغبراء، وأنت أخي القارئ صدق أو لا تصدق بأن الجهل له أنصاره وأعوانه، ويتمتع بقوة مادية ومعنوية، ويحظى بدعم من أنصار الحوثي والمستفيدين من سلبه في المعارك، كما يحظى بتشجيع من الآباء والأهالي غير الواعين.
كل ذلك جعله يسل سيفه ويصوب سلاحه نحو التعليم حتى كاد يرديه قتيلاً، ولقد حمي الوطيس واحتدم الوغى وثار النقع في ساحات المدارس، وكان القتلى والجرحى في صفوف التعليم أكثر بكثير، ليوجه على إثرها التعليم صرخات استغاثة إلى أنصاره وإلى حكومة الوفاق، لكن حال هؤلاء جميعهم كما يقول الشاعر :
لقد أسمعت لو ناديت حياً،، ولكن لا حياة لمن تنادي
فأصبح التعليم مهدداً ومطارداً يتوارى في زوايا المدارس, لأن أنصاره خذلوه، وقد رجت وسائل اللهو لهذه القضية, لكنها كانت منحازة إلى جانب الجهل، كما أن بعض المعلمين قد تدخلوا لنصرة التعليم غير أن سلاحهم لم يكن بالقدر الكافي, فقد كان سلاحهم (عصا من عثرب) سرعان ما انكسرت في بداية المعركة.
وإلى هنا رُفع ملف القضية إلى محكمة نحو الأمية للفصل والحكم فيها، ومن المرجح أن يكون الحُكم في صالح الجهل..
أحمد محسن الزعكري
واشتعل فتيل الحرب 1323