على امتداد ساحات وميادين اليمن الواسعة، ولأشهر طويلة، خرج أبناء الشعب اليمني ليعيدوا للوطن مجده وألقه، وللمواطن كرامته وعزته، خرجوا جميعاً ليشاركوا في حراك شعبي كبير، راسمين أجمل لوحات الصبر والسلم من خلال محافظتهم على سلمية ثورتهم، رغم وفرة السلاح وتناوله بيد الجميع، إلا أن اليمانيين الحكماء أثبتوا أنهم كذلك، وخيبوا كل التوقعات،وخالفوا كل التحليلات والاحتمالات، بحرصهم على ضبط النفس، والتزام السلمية خلال تلك الشهور الطويلة.
لقد ظل اليمانيون لردح من الزمن يحلمون ببناء الدولة اليمنية.. دولة النظام والقانون والمؤسسات الحقيقية، دولة قائمة على العدل والمساواة، وخالية من الفقر والفساد، والظلم والاستبداد، دولة يُحترم فيها الأخر، وتقدس فيها معاني الإسلام الحقيقية، وقيمه النبيلة،ومبادئه العظيمة، دولة يعيش الجميع فيها متساوين لا فرق بين جنوبي ولا شمالي، ولا شرقي ولا غربي إلا بما يقدمه لوطنه.
****
إننا اليوم بحاجة ماسة إلى دولة تحمينا وتحتوينا، وتضمنا، فيها أدنى مقومات العيش،والحياة الكريمة، نريد دولة يكون فيها الجيش من الشعب وللشعب،ويكون ولائه لله ثم للوطن وليس لأفراد أو جماعات محددة، نريد جيش يحمي البلاد والعباد،من المخاطر والأحقاد، جيشاً له هيبته ومكانته ورهبته داخل الوطن وخارجه، نريد قضاء عادلاً يقتص للمظلوم من الظالم، قضاء لا يعرف الوساطة ولا القرابة،ولا المجاملات والمحسوبيات، نريد رئيساً يخشى الله ورسوله، ويحب بلده، ويضع مصلحته نصب عينيه، نريد مستشفيات لا مستنقعات، ومحاكم لا محاكل، وأقسام شرطة لا أقسام ورطة، نريد لأطفالنا أن ينعموا بحياة الطفولة، وأن يعيشوا في كنف أمهاتهم وآبائهم مفعمين بالحب والحنان، والأمن والأمان، نريد لنسائنا أن يعشن معززات مكرمات، لا نريدهن شاقيات، خادمات لدى الغير، فهن أغلى وأطهر و أكبر من أن يكن كذلك، نريد شعباً متعلماً وواعياً، لا شعباً جاهلاً وأمياً وراعياً، نريد من يعيد لنا إعتبارنا، وعزتنا وكرامتنا، وهيبتنا ومكانتنا التي فقدناها منذ عقود.
موسى العيزقي
الدولة المنشودة 1497