هي حقيقة نعيها جميعاً صغاراً وكباراً أميين ومدعين الثقافة وإن حاولنا إنكارها أو إخفاءها تحت مبرر أنه لا حيلة لنا خوفاً أحياناً وبعض أمل أن نصحو يوما لنجدها ليست حقيقة مؤكدة أحياناً أخرى،
الحقيقة المرة هي أن السلطة في بلادنا مكونة من بضعة شيوخ لا حيلة لهم ولا بصيرة متكئين على عصا تمسكها القوى الخارجية، البلد مقسوم نصفين، نصف مع زمرة علي صالح والنصف الآخر مع من كانوا ذات يوم تابعين لعلي صالح..
والكل في الأخير موجودون حسب رغبة تلك القوى الخارجية وليس برغبة الشباب الذين خرجوا يوماً يحملون أرواحهم على أكفهم في سبيل القضاء على سلطة فاسدة وتغييرها بأخرى جديدة ونظيفة ووطن يصنعونه بأيديهم وليس بأيدي الغرباء.. أولئك الشباب الذين قضوا منهم والذين مازالوا باقين يحاولون جاهدين انتزاع حلمهم من بين أنياب من قضموه عنوة بدون حق حين لم يسمحوا للثورة استكمال مشوارها وهي التي كانت في أوجها قادرة على اجتثاث الفساد والفاسدين من جذورهم، لكنها كما يقال تمخضت فولدت جنيناً مشوهاً ومعاقاً إذ أنه من العار أن يبقى ذلك النظام الذي قامت من أجل إزاحته ثورة يبقى موجوداً بكل هذه القوه والسلطة ومن المؤلم أن من يخلفه في الحكم هو نفسه من كان تابعاً له مدة عشرين عاماً مع حكومة مكونة من نفس الأشخاص الذين أوجدهم النظام السابق..
فأين العدل في كل ذلك؟ وأين الحكمة وكل ما حصل يبدو وكأنه لعبة شطرنج تتغير فيها المواقع وتبقى الشخصيات ثابتة؟
استغفلنا أنفسنا وضحكنا عليها وقلنا عل وعسى، لكن وأنا استمع لحكاية عدنان فرحان الذي قضى في جوانتنامو في ظل ظروف غامضة وسكوت رسمي مخزٍ وكأن الإنسان عندنا ليس له أي قيمة، بل هو أرخص من موت كلب أمريكي.. وخبر آخر عن عدد من سقطوا صرعى بنيران الطائرات الأمريكية في أبين وغيرها وإن كانوا كما يقال من القاعدة فإن لهم الحق في أن يحاكموا ويدافعوا عن أنفسهم ولنا الحق في أن نفهم ما يجري لأن هذا وطننا ونحن سكانه الأصليون وليس وطناً مستأجراً من أمريكا أو غيرها وكيف لنا أن نشعر بأمان في بلدٍ كل ما فيه مستباح سماؤه وحدوده وسكانه؟