هل صحيح أن الحوثيين حريصون على مصلحة الوطن ووحدته وأمنه واستقراره؟
وهل صحيح أن الحوثيين خائفون فعلاً من تسلط الأمريكان وتغريب هوية الجيش؟! وهل فعلاً تكمن مصلحة الوطن في بقاء الجيش منقسماً على نفسه, متعدد الولاءات, مختلف الرايات, مجهول الهوية الوطنية إلا لعائلة أو أفراد أو مناطق؟! وهل صحيح أن الحوثيين وطنيون حتى يحق لهم التباكي على مصلحة الوطن وجيشه وأمنه؟ أم هي شنشنة لا نزال نسمعها من أخزم؟!..
الجواب يا سادة باختصار شديد: أنه لولا انقسام الجيش واختلاف راياته ومكايدة قاداته ما ظهر في هذا الوطن مسمى الحوثية ولا رفعت لهم على ترابه راية طائفية ولا علت لهم في الأفق صرخة رافضية ولا بسط نفوذهم على محافظة كاملة ترزح تحت طائفيتهم وتستكين تحت رحمتهم ويسومونها سوء العذاب تحت سمع الدولة وبصرها!.. ولولا انقسام الجيش أيها السادة ما هربت أسلحة الحرس الجمهوري(العائلي) للوحوثيين ولا بيعت لهم بثمن بخس ليقتلوا بها هذا الشعب! ولا ارتمى قاداته مؤخراً في أحضانهم، نكاية بهذا الوطن الذي غذاهم بلبنه وغمرهم بعطفه وحنانه وحملهم على ظهره وصنعهم على عينه حتى جازوه جزاء سنمار وقلبوا له ظهر المجن!.. ولولا انقسام الجيش أيها الأحرار ما تنمر هناك حراك ولا وقع هنالك عراك ولا عبث بأمن هذا الوطن عابث ولا عدا على مصالحه غادر ناكث!.. ولولا انقسام الجيش أيها الوطنيون ما قامت في هذا الوطن قاعدة ولا رفعت للشر في ربوعه راية واحدة!..
لأجل ذلك وغيره يتباكى الحوثيون على هيكلة الجيش الذين قتلوا أبناءه المدافعين عن أمن وطنهم ووحدته في كل جبل وواد، ونكلوا بهم في ربوع البلاد!.. يتباكون كذباً وزوراً على هذا الوطن الذي كانوا أول من خرق سفينته وعبث بأمنه واستقراره، وكانوا أول البائعين لوطنيتهم المزعومة وهويتهم الموهومة!..
نعم أيها الوطنيون: لقد باع الحوثيون وطنهم العريق للفرس، وقاموا لنصرة مشروعهم الصفوي الطائفي بالرمح والترس، وهاموا بحبهم في كل واد وصرخوا لنصرتهم في كل ناد!.. ألا قاتل الله الخونة العملاء، ولا نامت أعين الجبناء.
برئت إلى المهيمن من أناس شعارهم الإماتة والصراخ, يسبون العداة وهم جنود لهم في كل موقعة, أناخوا على دين الروافض محتذاهم ببغض الصحب, قد نشأوا وشاخوا.
أبو فراس العقيلي
لماذا يرفض الحوثيون هيكلة الجيش؟ 1993