ربما كان هناك شبه إجماع على تأييد القرارات الرئاسية الأخيرة والتي تعد - باعتقادي -الخطوة الأولى والأهم في هيكلة الجيش اليمني، لكن هناك من وقف وسيقف معارضاً لهذه القرارات، لأن مصالحه الشخصية تتقاطع معها، وهناك من ذهب بعيداً في تفسير أهداف هذه القرارات التغييرية والتاريخية، لكن وبعيداً عن الانطلاق من سوء الظن بالآخرين وبعيداً عن التأويلات المجافية للواقع وللحقيقة نقول : لو نظرنا إلى الهدف العام لهذه القرارات فسنجد أنها تخطط لبناء مستقبل الجيش اليمني الوطني المشتت حتى لا يخضع في قادم الأيام لولاءات الفرد أو القبيلة أو الحزب أو أي طرف كان كما كان في العهد الماضي وهذا هو الانتصار الحقيقي للوطن ، وبداية حقيقية لبناء الدولة المدنية الحديثة، وهو انتصار لأهداف ثورة الشباب السلمية وإن التأييد القوي والواسع لهذه القرارات يؤكد مدى تطلع الشعب اليمني للتغيير ومدى رفضه القاطع لأصنام الفساد وطغاة الاستبداد، ولعل هذا التأييد هو فريد من نوعه شمل الداخل والخارج وهو ما يحتم على الرئيس هادي أن يستكمل تحقيق تطلعات الشعب وأهداف ثورته السلمية بقرارات أخرى جديدة تجتث بقايا الفاسدين في كل مكان وعلى الخصوص في المحافظات التي لم تلمس أي تغيير، حيث مازال أنصار الرئيس السابق يقلقون أمنها ويتعبون مواطنيها ويتفيدون خيراتها.، إن هذه القرارات الوطنية تنتصر لثورة الشباب السلمية، وتنتصر للشهداء والجرحى، وتؤسس لبناء جيش وطني بعيداً عن أي ولاءات ضيقة، قرارات تقضي على جمهورية التوريث وتحطم بقايا أحلام أصحابها المرضى، قرارات تنهي استقراء الفاسدين ومغتصبي السلطة بقوة السلاح والمنصب، قرارات أسقطت الاستعلاء والهنجمة الزائفة، قرارات ستثبت الأيام مدى أهميتها في تنفيذ التسوية والوفاق في اليمن.. إنه ليس لنا إلا أن نشكركم أيها الثوار الأحرار وأن نترحم على شهدائنا الأبرار، ونسأل الله أن يشفي جرحانا الأخيار.. كما أننا ندرك أن هذه القرارات ليست نهاية المطاف حيث مازلنا نطالب بالمزيد منها ونطالب بإطلاق المعتقلين والمخفيين من الثوار، وبسط هيبة الدولة وإنهاء المظاهر المسلحة وتحقيق الأمن للمواطن الذي مازال ينتظر أفعالاً جادة تنهي عذاباته المختلفة، وتعوضه ما فقده في سني عمره الماضية ، وأن تغير من حياته تغييراً حقيقياً نحو الأفضل.
غالب السميعي
قرارات تنتصر للوطن! 1391