لقد جاءت الثورة الشبابية الشعبية السلمية التي شهدها يمننا الحبيب خلال العام 2011م بمثابة طوق نجاة للشعب اليمني أخرجه من نفق مظلم لا نهاية له سوى التشرذم والفوضى والاقتتال وربما اللا عودة وكانت المبادرة الخليجية التي تقدم بها أخوننا وأشقاؤنا في دول الخليج هي السبيل الوحيد لإنجاح هذه الثورة وأيضاً كافة الأحزاب السياسية والمكونات المختلفة داخل البلاد , وعامل قوي في أمن واستقرار الوطن والخروج به إلى بر الأمان, ومما لا شك فيه أن انتخاب الأخ المشير/عبد ربه منصور هادي لا دارة البلاد في المرحلة الانتقالية التي نصت عليها المبادرة يشكل مرتكزاً أساسياً للمبادرة وتنفيذها بدقة ونجاح وهذا ما أقرت به مختلف الأطياف السياسية والقبلية والمذهبية داخل البلاد، وبمرور القرابة عام على انتخاب هادي رئيساً توافقياً للجمهورية اليمنية والشروع في تنفيذ بنود المبادرة وآليتها التنفيذية تكون البلاد قد تجاوزت مرحلة الخطر وكتب لهذه المبادرة النجاح, ويمثل القرار الأخير الذي أصدره رئيس الجمهورية فيما يخص إعادة هيكلة الجيش والأمن وفق المعايير العلمية والفنية والمهنية.. أبرز بنود المبادرة الخليجية والعقبات الكؤدة التي كان يواجهها ليس الرئيس فحسب, بل وكافة أبناء الوطن حيث يصبح الجيش والأمن مستقلاً يتلقى الأوامر والتوجيهات من قياداته الرسمية والقانونية لا تابعا لعائلة أو أسرة معينة تتحكم به وتستقوي فيه على أبناء الوطن وكل من ينتقد سياساتها وتصرفاتها وفسادها, ولأن التركة التي تحملها الرئيس هادي من النظام السابق ثقيلة ومعقدة ومملؤة بالأشواك والعراقيل والمكايدات والتعصبات المختلفة , فإنه كان يتوجب عليه السير بتأنٍ وعقلانية ودراسة دقيقة لكافة النتائج والأسباب حاضراً ومستقبلاً , وهو ما تم بالضبط واثبت هادي انه جدير في تحمل المسئولية الصعبة التي يحتم عليه ضميره الوطني والإنساني القبول بذلك, وجراء ذلك كله.. فقد أصدر الأخ الرئيس العديد من القرارات الجمهورية التي صبت في إعادة العافية إلى روح الوطن والحفاظ على الأمن والاستقرار والحد من الفساد المالي والإداري والسير بالمبادرة الخليجية وبنودها حسب ما ورد دون زيادة أو نقصان, ومع ذلك فقد واجهت تلك القرارات التي أصدرها الرئيس العديد من العراقيل والممانعة والتمرد بهدف إفشال التسوية السياسية وكذا جهود الرئيس وغيرها, إلا أن جهوده وتأنيه وحنكته في مواجهة ذلك ,بالإضافة إلى الدعم الإقليمي والدولي له وكذا جهود ودعم الأشقاء في دول الخليج والمبعوث الأممي كل هؤلاء كانت صخرة صماء في مواجهة أهواء ورغبات المتمردين ومخططاتهم , ليثبت للعالم اجمع أن اليمن لا تزال منبع الحكمة اليمانية وان عجلة التغيير التي تدحرجت في ساحات الحرية والتغيير ماضية في طريقها الصحيح الذي رسمه لها شهداء الثورة ولن تتوقف أو تتراجع إلى الخلف مهما زايد المزايدون وتوهم الواهمون, والشعب اليمني أجمع على التغيير والقضاء على مخلفات الماضي وأخطائه , ولعل مباركة وتأييد كافة أبناء الوطن للقرار الأخير الذي أصدره الرئيس المتعلق في هيكلة الجيش والأمن خير شاهد على ذلك..
عبدالوارث ألنجري
أقوى قرارات الرئيس هادي 2032