قامت ثورة أشعل نيرانها وكان وقودها طلاباً تاقوا لبناء دولة مدنية فيها العلم أقدس الواجبات وأولى المهمات، بعد أن ذاقوا الأمرين من سياسة التجهيل المتعمدة وصمت صانعي القرار على كل تلك الجرائم في حق أهم شريحة في المجتمع.
دلف وزير التربية والتعليم بوابة الوزارة كنتاج للعملية التوافقية وهللنا به وقلنا جاك الفرج أيها الطالب وهاهو العام يمر وكأننا أمام حكومة لا تفقه شيئاً ولا تشعر بأدنى المستويات من الأمانة الأخلاقية في حق الأجيال ومن بثورتهم وتظحياتهم وصلوا إلى مناصب الحكومة. لا تستحق تحيتي أيها الوزير وقد راقبت مجاميع الطلاب ووزارتك استغلت تلهفهم لمعرفة نتائجهم فكان كل استعلام عن نتيجة مقابله مبلغ من المال إذا جمعناه وتسللنا إلى الخزائن التي أودعت فيه لتأكدنا أنه كفيل باستيراد طاقم تعليمي من الصين يغطي مدارس الجمهورية على افتراض أنه ليس لدينا مجاميع من المدرسين تطفح بهم مدننا وشوارع الضياع.
لا تستحق تحيتي ومدارس تعاني من نقص في المدرسين والمناهج، وأصوات الواجب لا تلامس ضمائركم.
كيف أحييك وأنا أرى أبناء قريتي منذ خمس سنوات لا يعرفون مدرساً لأي مادة علمية في الثانوية سواء ممن كانوا يدفعون رواتبهم فاعلى الخير - وقد يأسوا - من غياب دورك ودور سابقيك.
تصل نداءات المدارس إلى مرافق الوزارة، فيخيب الظن فيكم على مدار الأيام.
أتخيل لو كنت ألتقيت بك ووجهت لك هذه الصرخة لتلويت خداعاً وقلت " لا أعرف ماذا يجري في مدارس الوطن! " وهذه الإجابة كافية لتبرهن فشلك الذريع وأنك في موقع لا تستحق المكوث فيه لبرهة من الزمن.
لدينا في اليمن عدد من المدرسين يعادل عدد الطلاب وقد توزعوا ما بين مجنون وشاقي ويائس وكأن مدارسنا تكتظ بهم.
ولدينا مدراء مكاتب تربية في المحافظات والمديريات، فاتحين جيوبهم لمن سيدفع الربطات الكبيرة فئة 1000 ريال ليتم الشفقة عليه بمنحة وظيفة.
الطلاب الذين يعودون من مدارسهم في أول النهار بسبب غياب الكادر التعليمي كفيل بأن يفضح عورة الفساد في هذا الوطن ويعلن بمرارة بأنه يلعن الثورات التي تعيد إنتاج الماضي بطرق أكثر وحشية.
قمة الحماقة أيتها الحكومة البلهاء أن يكون التعليم غائباً عن اهتماماتك، وطالب في نظري يجاهد من أجل التعلم أقدس وأشرف من حكومة كاملة غارقة في سبات عميق.
مازالت مصالحنا معطلة وحقوقنا مغيبة ونحن صابرون ونعي بأن هناك من يخرب ويحاول إعاقة عجلة التغيير، لكن الغريب في نقص المدارس من الكوادر المؤهلة ليس له مبرر، فهل هناك مثلاً أيها الوزير في رأس جبل حيفان تقطعات تنصب لأي مدرس ترسلونه إلى مدارس القرية؟
أم هل هنالك خبطات ترمى على أدمغة المسؤولين، فتحدث شللاً في مناطق الضمير والأمانة الأخلاقية؟
أنصحك أيها الوزير وغيرك من وزراء حكومة السبات أن تخلدوا إلى النوم وتغوروا من وجهنا، فقد سئمنا المط في هذه الأمور الحساسة، وحقاً لا تستحقون التحية..
أحمد حمود الأثوري
التربية والتعليم 1864