العشاق هم فئة غائبة عن الوعي, غير مهتمين بالأوضاع الاقتصادية ولا بالحوارات السياسية ولا تعنيهم الثورة ولا يسعدهم التغيير..
لا يتألمون لما يحدث في سوريا ولا يتابعون أخبار فلسطين، فهم يعيشون في عالم آخر, في كوكب "غير" كوكب الأرض, وهم أشقى الناس لأنهم يعيشون في عذاب دائم
وكما قال ابن دريد :
وما في الأرض أشقى من محبٍ ... وإن وجد الهوى حلو المذاقِ
تـراه بـاكيـاً فـي كـل حـيـن ... مـخـافـة فـُرقــة أو لاشتـيـاقِ
فيبـكي إن نـأوا شـوقاً إليهـم ... ويبكي إن دنـوا حَـذر الفراقِ
ودعونا اليوم نستمع إلى عاشق يعترف ويروي لنا تفاصيل قصة الحب الذي كان يظنه خالداً :
أحببتها حبا كبيرا حبا عميقا لم يأتي دفعة واحده ولم يأتي بسبب نظرة فابتسامة فسلام
ولكن كان حبي لها ألفة واعتياداً كما انتهى ألفة واعتياداً, وفي كل يوم كنت أحبها أكثر, حتى شعرت أن حبي لها أمي سقتني إياه مع اللبن لم أكن أتخيل الحياة بدونها, ولم أكن أرى في الوجود شيئاً جميلاً سواها حتى الحور العين كنت أقول إذا كن لا يشبهن حبيبتي فلا حاجة لي بهن, وكنت أتساءل هل تشعر أسرتها بما حباهم الله من نعمة جليلة أن جعلها منهم وبينهم؟, هل يستشعر جيرانها بنعمة جوارها؟".
كنت أحب الأرض التي تقلها والسماء التي تظلها وعلى استعداد كامل أن أعطيها عمري لتعيش هي , ورغم أني اعلم أنها كانت تحب غيري لسنوات طوال إلا أني كنت أصدقها حين تقول لي أنت الحب الوحيد في حياتي, عمر قلبي ما دق إلا لك ..
لم أر فيها عيوباً حتى كنت أسال نفسي :
أهكذا كل محب أم لم يحب مثلي أحد .. إذا جاء الصباح أشهدت الله أني أحبها وإذا جاء المساء أشهدت الله أني أحبها.
ومر الزمان وقدر الله أن تتزوج بغيري وأتزوج من غيرها وعاشت حياتها بشكل طبيعي وكذلك عشت أنا, وبعد مرور الزمان نظرت للوراء, فوجدتها إنسانة عادية جداً وتأكدت أن الحب أعمى بل بلا حواس كما ذكرت الاستاذة أحلام في أحد مقالاتها، فلم تكن كريمة في طباعها ولا نبيلة في صفاتها, رأيت فيها الكثير من العيوب والأخطاء
لم أعد أرى فيها ذلك الجمال الذي كان يأسرني.
ياااااه كم كنت أحمق.. حين أسرفت في إهدار مشاعري, حين أضعفت قوتي في البكاء وسهر الليالي والخوف والقلق, وشغلت وقتي وضحيت بكل غالٍ ونفيس من أجل من لا يستحق.
مسكينة هي زوجتي، لأنها لم تعد تجد في حنايا قلبي ما يكفيها من مشاعر وعواطف بعد أن أهدرتها في السراب....
أحلام القبيلي
اعترافات عاشق أحمق 2613