يمر الوطن في هذه المرحلة بمنعطفات متعددة وخطيرة.. قد لا يخطر على بال أحد بأن اليمن اليوم أصبح فيه رؤساء من الماضي والحاضر وجيوش مختلفة وقنوات متفرقة، وما يثير الدهشة والاستغراب أن الجميع يتحدثون عن الحوار ولكن لا خطوات تحقق الوصول إلى هذا الحوار.. فهل أطراف الحوار في عالم الغيب؟ أم يعيشون في كوكب آخر لم يتسن لهم الاتفاق لكي يبدأ الحوار؟.
فالحوار منهج رباني ورسالة نبوية، الله جل شأنه حاور عدوه إبليس في أكثر من موضع من القرآن، والرسول صلى الله عليه واله وصحبة وسلم حاور أعداءه المشركين في مكة والمدينة وأرسل الرسائل إلى الملوك والأمراء وأهل الحل والعقد وكلها دعوات للحوار.. فهل المشكلة تكمن بعدم قدرة رعاة الحوار السير في بناء جسور التوافق بين الأطراف وإقناع أطراف رافضة للحوار بالمشاركة فيه وهذا يحتاج لصيغة توافقية تخفي العيوب السياسية عند جميع الأطراف وتعطي معادلة يثبت بها التوازن..
وهنا يجب على رعاة الحوار التأكيد على نقطة البداية والبدء بحوار خال من الشروط والنوايا المسبقة, كونه الضامن للخروج من دوامة الصراع وإعطاء الموطن الفرصة أن يحكم على كل طرف من الأطراف المتحاورة .
أمر ضروري في البداية فهم الأولويات للحوار وخطوات التنفيذ على برنامج الواقع ومن الأفضل في هذه الفترة هو الجلوس والتحاور ليس من أجل التنازلات من هذا الطرف أو ذاك وهو ما يقتضي التعجيل بقطار الحوار, لكي يسير حيث لا توجد وسيلة غير الحوار لتقريب وجهات النظر بين أبناء الوطن.. وتكمن هنا الأهمية البالغة الحوار.
الوحدة الوطنية ليست كلمات ولا شعارات وإنما أفعال وخطوات لترميم وترتيب البيت اليمني لكي يستعيد عافيته وينطلق صوب المستقبل المنشود ويجب أن يكون الحوار مستمراً ومن الخطأ أن يتخندق كل طرف في مكانه ويقول أنا الصحيح وغيري هو الخطأ وكما هو الثابت أن لا غالب ولا مغلوب في هذا الحوا , إن الغلبة ستكون للوطن ومصالحه العليا وأن الخاسر هم أعداء الوطن..
إذا أراد المتحاورون خدمة الوطن فعليهم وضع حلول آنية وبعيدة يكون لها التحديث بين الحين والآخر للوصول إلى تحقيق طموحات وآمال الوطن والمواطن.. والله من وراء القصد.
محمود محمد الحشار
التوافق أن يعلي قيمة الوطن على كل اعتبار 1944