;
محمود الحمزي
محمود الحمزي

قرارات هادي ثورة جديدة 1875

2012-12-22 09:20:30


وأخيراً تنفس الثوار ومعهم كل أبناء اليمن الصعداء بقرارات الرئيس هادي المتعلقة بتوحيد وهيكلة الجيش على أسس وطنية بعيدة عن العائلة والأشخاص ومراكز القوى والنفوذ.. صحيح أن هادي كان بطيئاً أكثر مما ينبغي، لكن أن تأتي متأخرة خير من ألا تأتي أبداً.. فلقد انتظر الثوار أشهراً طويلة ومنذ اندلاع شرارة الثورة في فبراير من العام الماضي قرارات تطيح بعائلة صالح وتعيد الحق لأهله وأصحابه ممن يستحقون، ولعل هذه القرارات الشجاعة والقوية ستجعل من الرئيس هادي رجل المرحلة وقائدها الجسور الذي خبأته الأيام لمثل هذه اللحظات التاريخية والفاصلة.. وليس ما قلته من باب المدح والإطراء, فلقد ولى زمان المدح والزيف والخداع وأتى زمان الشعب..
قرارات هادي تلقاها الشعب اليمني بكل شرائحه المختلفة والمتعددة بارتياح كبير تجلى ببسمات وتعابير وحكايات الشارع اليمني الذي جاءه الخبر, فتبادل الثوار وغالبية أبناء الشعب التهاني والأفراح، وليس ذلك إلا دليلاً واضحاً على محبة الشعب لأن تبقى اليمن أرضاً وإنساناً كياناً واحداً بعيداً عن المصالح الضيقة والشخصية والأنانية..
حقاً إن يوم كهذا(19/12/2012م) سيسجله التاريخ للأجيال القادمة كيوم عظيم، لا يقل شأناً عن يوم 11فبراير و21فبراير وكذا 22مايو 1990م، وليس ذلك تقليلاً من شأن تلك الأيام, لكن عظمة تلك الأيام كانت بما حدث فيها وكان حينها الجيش خارج المهمات
الوطنية..
اليوم وبحمد الله نستطيع القول بأن ثورة الشباب أعادت للجيش مكانته التي ينبغي أن تكون ونستطيع القول بأن الجيش اليمني سيبدأ وضع لبناته الأولى على الأسس الوطنية والمعايير العلمية الحديثة.. ما صدر من قرارات تنظم الهيكل التنظيمي للجيش انجاز كبير وتاريخي يحسب أولاً وأخيراً لدماء شهداء الثورة وجرحاها الأبرار, فهم ومعهم شباب اليمن الطاهر من حركوا المياه الراكدة والآسنة واستطاعوا أن يغيروا الصورة التي رسمت عن اليمن أرضاً وإنساناً.. فلشهدائنا الأبرار عهداً قطعناه بأن لا نهدأ حتى نرى كامل أهداف ثورتنا بين أظهرنا دونما نقصان.. اليوم وبالأمس محطات أخرى تجعلنا نقول ناموا قريري العين, فلقد بدأت بوادر التغيير واضحة وعجلته دارت ولن تعود إلا إذا عاد الحليب إلى الضرع..
حين جاء خبر القرارات الرئاسية اجتاح كياني فرح واسع بحجم السماء، كان أشد من فرحي بسقوط رأس النظام السابق ويوم انتخاب هادي، فليست مشكلتنا مع صالح ونظامه مشكلة شخصية وإنما مشكلتنا معه وطنية بامتياز, فلقد أساء إلى الوطن طيلة 33 عاماً وإن رافق مسيرته بعض من جوانب العطاء، لكنه حول الوطن ومن فيه إلى إقطاعية تخدم شخصه وعائلته من بعده.. فرحي بقرارات هادي أشد من أي لحظات مضت, لم أذق للفرح طعماً كيوم 19/12/2012م.. سعادتي وفرحي اليوم لا توصف, لأنها أنصفت الشهداء والجرحى وباباي جيوش العائلة والأشخاص ومراكز النفوذ والقوى، فمهما طال ليل المعاندين والمستكبرين فمآلهم إلى زوال.. اليوم بااااي بااااي أيها الأشخاص ولكن إلى مزبلة التاريخ، ويبقى أبناء الوطن للوطن.. ولا أظن بأن هذه القرارات هي الأولى والأخيرة في هذا المسار الصعب ولكن بمقدورنا القول بأنها الأهم في هذا المضمار وسيليها قرارات أخرى تستكمل هيكلة الجيش على معايير وطنية تكون مهمتها حماية الشعب والثورة ومكتسباتها الوطنية..
وبالمناسبة فلقد فعلها القائد علي محسن حينما أيد قرارات هادي وسواء اختلفنا معه أم اتفقنا, فلقد أثبت ثوريته مرة أخرى ومن جديد وصار كبيراً لدى الجميع وأدى ما عليه وزيادة وأسكت كل الأفواه التي اتخذت منه وسيلة للابتزاز والإساءة للثورة .
الآن وبعد قرارات هادي الجميع مدعون للمساهمة في بناء الوطن وإصلاح ما أفسده الدهر, فمن كان يعبد صالح أو محسن فلقد ذهبا وبقي الوطن، فالحوار الوطني على الأبواب ودقت ساعة الصفر, فثورة البناء أعظم وأكبر من ثورة الإسقاط والهدم وفي كل خير ولن يضيع الله أجر من أحسن عملا..
19/12/2012 يوم لن ينسى من ذاكرة الأحرار وكل أبناء الوطن في الداخل والخارج، فهذه القرارات ثورة جديدة تكمل ما بدأ به ثوار فبراير الأحرار.. فيا هادي سر على بركة الله, فثورتنا أمانة في عنقك، فقط نريد منك البدء ببناء دولة مدنية ذات نظام وقانون وعدالة اجتماعية.
 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد