انشغل العالم إلى الأحداث الجارية في مصر الكنانة من قرارات دستوريه ومن استفتاء وغيره، لكن في سوريا الثورة والانتصار أصبح العرب والمجتمع الدولي كأن شيئاً لم يحدث، بل أصبح الأمر لديهم شيئاً عادياً وصار العرب ينظرون إلى سوريا وأحداثها من باب حب الاطلاع والتمعن في الاستمتاع من مجازر يومية بحق الأطفال والنساء والشيوخ التي للأسف لم تهتز لهم شعرة واحدة من صرخات الثكلى وأنات الجرحى ولا حول ولا قوة إلا بالله
عتبي على أمة نسيت إخوانها في سوريا، هل فعلا أصبحت سوريا مجرد أيقونة نسمعها يومياً دون أن تتحرك منا ذرة كرامة أكثر من ذلك يا سادتي؟؟ أين هي نخوتنا العربية أين نجدها ولماذا فقدناها وما السبب في ذلك.. تخيلوا وزير أوروبي يقول للصحفيين إن عدد القتلى في سوريا بلغ سبعين ألف قتيل بينهم صحفي فرنسي، سأله الصحفيون أتدرون ماذا سأله قال له ومن قتل الصحفي الفرنسي؟ تبسم الوزير قائلاً لمساعده ألم أقلك أنهم لم يكترثوا للسبعين ألف قتيل سوري وإنما اهتموا بالقتيل الفرنسي انظروا لهؤلاء الأوروبيين الذين يعتبرون دعاة النهضة العالمية لكني والله إني لن أعتب عليهم إني أعتب على من قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى سائر الجسد بالسهر والحمى"..
السوريون كل يوم يشكون أمرهم إلى الله هل أتاكم حديث سوريا؟ فأخبروني من تداعى لهم.. السوريون كل يوم يتضرعون ويموتون جوعاً، فمن أغاثهم هل أتاكم حديث سوريا؟، السوريون كل يوم يذوقون الموت فمن نصرهم حسبنا الله ونعم الوكيل، لكن ذلك لم يمنع الأحرار من مواصلة مسيرة بطولاتهم وحققوا المستحيل لأنهم عرفوا بأن الله لم يتخلَ عنهم وأيقنوا بأن النصر من عنده وأصبحت شعاراتهم ( يا الله يا الله من لنا غيرك يا الله) في ظل عجز عربي تعودنا عليه وبدأنا نأخذ العبر من أبطال سوريا بأن اللجوء إلى الله أولاً، بينما زعماء العرب للأسف لجأوا إلى أمريكا والدول الأوروبية، مما زرع الله فينا الذل والمهانة بعد أن كنا أعزاء نحكم العالم بإرادة الله، فوالله إن في سوريا شهيد يسعفه شهيد فيداويه شهيد فيشيعه شهيد فيصلي عليه شهيد فيدفنه شهيد، هذه هي سوريا الجريحة البطلة برجالها وصمودها وعزيزة بشهدائها فيا أبطال سوريا اصبروا وصابروا ورابطوا فإنكم منصورون بإذن الله..
اللهم انصر من نصرهم واخذل من خذلهم، فأخبروني بالله عليكم هل أتاكم حديث سوريا؟! بالطبع الجواب نعم أتانا وتفرجنا وسمعنا صرخاتهم ولكن لا حياة لمن تنادي ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ياسر البناء
هل أتاكم حديث سوريا؟! 1963