صنعــاء الأم والحضارة والتاريخ أدركها المشيب وتكدس فيها الجراح وما يزال أطباء الخارج يتوافدون إليها لمعالجتها بعدما عجز أطباؤنا المختصون عن تضميد جروحها وآلامها !! انتشرت في ديارها القبيلة لتحمل "الكلاشنكوف" و"الآر بي جي", واشتهر فيها الاعتقال والاغتيال إلى حد كبير, وبسط على أرضها الظلمة والمستبدون لينعموا بخيراتها وكنوزها.
بالأمس القريب اجتمع أبناء العاصمة والمقيمون فيها والإعلاميون والمثقفون والدارسون وشباب الثورة لتنظيفها من المناظر الغير حضارية التي تكدست فيها لشهور عديدة ويا ليتهم قاموا بتنظيف تلك القلوب والعقول المحملة بغبار الحقد والجُبن والسياسة المجنونة حتى تلبس صنعاء ثوب الفرح الناصع بالبياض..
لقد تذوقت مرارة العذاب الأليم واكتوت بنار النظام المخلوع وأمطرت بدموعها من قساوة الفاسدين واليوم لا تستطيع أن تحمل من عليها نتيجة" للحمل الثقيل المزود بالحقد والسلب والنهب وإثارة الفوضى.. نحب أُمّنا صنعاء وهي لا تحبنا، لأننا لا نطيعها كما يطيع الآخرون أمهاتهم بالحب، فضاعت الإبتسامة المشرقة من وجهها المحفور من أثر النوم العميق ولم تر أمام عينيها غير ثورة لا تنتهي وحكومة موقره تدعو الله في السر والعلن أن يشفي اليمن من كل سوء ومكـــروه..
حسدوك يا صنعاء، لأنك العاصمة الجميلة التي لا تُقهر حتى وإن حاول الجبناء أن يقفوا بأسلحتهم فوق رأسك ليعلنوا قتلك , لن تغفل عنا عيونك الساهرة فوق كل الجراح المؤلمة وجيشك القوي الذي تمرد عنك سوف يعود يدافع عن حياتك التي تلطخت بالدماء وستخرج كل الرصاص التي في جسدك بالعمليات الناجحة على طاولة الحوار الوطني.
خليف بجاش الخليدي
صنعاء وسياط الجلادين 1708