ما بين الدكتور نعمان والزعيم البيض تقف الحقيقة!!.. الدكتور ياسين سعيد نعمان, الأمين العام للحزب الإشتراكي اليمني, مهندس الدولة المدنية اليمنية الحديثة وربان السفينة الجماهيري الثوري دوماً ينطلق في لقاءاته ومقابلاته الحوارية في تحليل الأحداث ومحاكات الواقع ومشهده السياسي في الوطن اليمني الحبيب من رؤية فاحصة وإدراك يفوق نوعية الوعي وقراءة داخلية وخارجية رصينة في التحليل والطرح الموضوعي ومنهجية تجسد عمق الفكر السياسي الايجابي النموذجي ورقي الحس الوطني الملازم لمراحل تكوين الرجل.
يقول الدكتور ياسين والقول له حقيقة: لا الجنوب جزء من الشمال, ولا الشمال جزء من الجنوب.. بل الاثنان جزء من اليمن.. وعند هذه العبارة ببعدها الفكري ومفهومها السياسي نقف أمام حقيقة قدسية وعلى العكس من هذا التوجه والسلوك الحضاري ذو الرؤية الثاقبة المواكبة للواقع بكل تفاصيله وإرهاصات مشهده السياسي.
يطالعنا في كل لقاء حواري ومقابلة إعلامية مرئية, مسموعة, الأستاذ القدير والزعيم الوطني الوحدوي حتى النخاع في ذاته ومكوناته الثقافية والسياسية.. الأستاذ/علي سالم البيض ليقول ما يُقول له ممن يكفرون بقدسية الحقيقة وينكرون سلبية قداسة الهوية الوطنية.. يقول أستاذنا / البيض: لسنا يمنيين نحنُ الجنوب العربي" والقول له غير منطقي مع بالغ احترامي لهامة وطنية بحجم البيض, فهو وللإنصاف للحقيقة والتاريخ مترجم لُغة الحدث الوحدوي في الـ 22 مايو 1990م من موقعه السياسي وصفته القيادية كطرف في الحكم الثُنائي لشطري اليمن آنذاك جمهورية اليمن الديمقراطية والجمهورية العربية اليمنية واللتان ذابتا في الـ 22 من مايو في شخصية وحدوية اندماجية وطوعية عُرفت قدساً باسم الجمهورية اليمنية وتمتعت بسيادة وطنية بالاعتراف العربي والدولي.
إن دور الأستاذ/ علي سالم البيض في ترجمة الحدث الوحدوي وحضوره في الواقع تجسيداً للفعل والاستحقاق الوطني التاريخي لا يختلف عليه اثنان ولا ينكره إلا جاحد بقدسية الحقيقة ومتصحر الفكر الثقافي والسياسي وانفصالي الإدراك انفصامي الشخصية.. ومن هذا المنطلق يحق لنا القول بأن الحق يقف إلى جانب الأستاذ الزعيم البيض في موضوع الانقلاب على الوحدة من قبل نظام الشمال السابق ومكوناته السياسية والقبلية المتمثلة في حرب صيف 94 سيئت الصيت والتي مارس النظام وحلفاؤه فيها أبشع أنوع الحقد السياسي في تدمير الشراكة الوطنية واغتيال مؤسسات الدولة المدنية والعبث بالممتلكات العامة بمفهوم الفيد والغنيمة والمباح..
فتلك جريمة النظام وعلى الأستاذ علي سالم البيض أن يدرك هذا ولا أظنه غير مدرك.. إذاً عليه أن يعي تماماً أولاً بأن الوحدة اليمنية وثيقة وطنية مقدسة بين الأرض والإنسان اليمني وغير قابلة للطرق الشخصي الداخلي والسحب التآمري الخارجي.. بل يتوجب على أستاذنا البيض أن يترفع عن السلوك الانتقامي من الوحدة والسياسي من القضية والمشروع الوحدوي الحضاري الذي ناضل في سبيل تحقيقه هو وكل رفاقه وقدموا أروع التضحيات في معركة الوحدة الكفاحية والسياسية والتي تجسدت بالتنازلات والرغبة الحقيقية في تحقيق حُلم الجماهير اليمنية بنيل الاستحقاق الوطن.
وها نحن أستاذنا الوحدوي / البيض نقول بملء الفاه بأن الحق يقف إلى جانبك في حرب الانقلاب السياسي على الوحدة من قبل النظام السابق وأمراء الحرب في حكومة ظلت القبيلة واستخدام الدبابة وصوت البندقية بديلاً همجي عن الحوار رغم ذلك الإعلان المشؤم.. ولكنا بالمقابل نؤكد بأن الحقيقة تجافيك في الطرح ولا يسعفك منطقها في مسار التوجه, حيث أن خطابك في ميدان السبعين في العاصمة صنعاء والذي لا يمكن لأحد المزايدة على مصداقيته أو اغتياله من ذاكرة الجماهير الوحدوية شاهد حي على التناقض والذي نحسبه حالة تأثيرية ستزول بالاعتراف للذات بالحقيقة وإن كانت مُرة, فالأمر منها نكران الانتماء وفك الارتباط عن الهوية. وإذا كان النظام السابق
قد دخل الوحدة بصورة رجعية وفكر تقليدي انقلابي وجسدها في صيف 94م بالدبابة والشرعية الكرتونية, فها هو اليوم يخرج منها من تحت الباب كالفأر بفعل ثورة شبابية أنتجتها مدرسة الحراك السلمي في المحافظات الجنوبية وكان الحزب الاشتراكي اليمني الشريك الحقيقي في الوحدة ومعه كل القوى الوطنية الحية من عشاق الحرية والكرامة وصانعي مسار التحديث والمدنية وبيارق النضال الوطني ضد التخلف معلماً وطنياً في ثورة الشباب السلمية وأستاذاً وحدوياً في مدرسة الحراك السلمي هذه هي الحقيقة المقدسة بفكر الأستاذ القدير والمناضل الوطني الجسور الدكتور/ ياسين سعيد نعمان, قائد الجماهير الشعبية اليمنية بمختلف انتماءاتها السياسية ومشاربها الفكرية المؤمنة بجوهر القضية والواثقة بمهارة ربان سفينة الوطن, وحكمته في مواجهة الأخطار المحدقة باليمن جراء تلك التصرفات الفردية والتخندق في مستنقعات السياسة الإقصائية؟.
استأذنا الزعيم علي سالم البيض ليس هناك من جنوب عربي, كما أنه ليس هناك من شمال يمني وكل منهما ليس جزءاً من الآخر, بل هما معاً بلسان حال الدكتور ياسين سعيد ومعه الشعب وجماهيره الوحدوية جزء من اليمن وللدكتور هنا في البُعد والمدلول عصاه التي يتكئ بها على الحقيقة ويهش بها على الوطن من الانزلاق في منعطفات التبعية ومطبات الذات المتقزمة في المصالح الفردية على حساب مصالح اليمن وسيادته الوطنية والعبث بمنجزاته الوطنية واستحقاقاته التاريخية.
وبعيداً عن الخطاب السياسي المعبر عن السلوك الرجعي إلى ما قبل الحدث الوحدوي, هناك مسارات إيجابية وخيارات وطنية في الحوار كمنطلق لمعالجة الإشكاليات التي تقف في وجه الوطن ومواجهة التحديات بروح وطنية وجدارة بتحمل المسؤولية, فكل الخيارات مطروحة بعيداً عن الاستبدادية في الرأي والهروب إلى اللا حقيقة, فخيار الوحدة الاندماجية بمفهوم الدولة المدنية وسيادة القانون بما يكفل إعادة الحقوق السياسية منها أو الوظيفية والمؤسساتية التي تم مصادرتها من قبل النظام السابق وزلمه, وهناك خيارات الفيدرالية, الكونفدرالية, الديمقراطية التوافقية.. فكل الخطوط الحمراء الوهمية يمكن تجاوزها لصالح الوطن.. وعليه نتوجه بالدعوة الصادقة إلى الأستاذ علي سالم البيض بالمبادرة والتزام مقعده في الصف الأول لمؤتمر الحوار الوطني..
وما بين الدكتور نعمان والزعيم البيض تقف الحقيقة حيث الهامات الوطنية لا تنحني ولا تتخندق في مسارات القوى الانهـزامية.. وما بين مؤتمر الحوار الوطني وشاطئ الأمان يقف سفين اليمن.
علي السورقي – شيفيلد المملكة المتحدة
ما بين نعمان والبيض تقف الحقيقة 1778