كم خوفونا وقالوا إن يرحل علي، فإن الشعب على إثره فاني.. رحل علي وكثير من أمثاله وبقي الشعب للوطن باني ورحلت حكومته وحسبوا أن الفشل سيكون مصير الآتي فخيب الله آمالهم وكان أداء الثوار عالي، فأثبتت الحكومة الحالية كفاءة في إدارة شئون البلاد في ظل ظروف صعبة وحرب ضروس من قبل البقايا والفلول وها هي الأوضاع تتحسن يوماً إثر يوم والفساد سيزول .
صحيح الآمال كانت كبيرة وعريضة ولكن في الوقت ذاته الرواسب والمخلفات والتحديات كانت على مستوى مماثل من "الكبر والعرض" ومجرد الحفاظ على الوضع الذي تسلمت فيه الحكومة مهامها يعد إنجازاً خصوصاً في المرحلة الماضية، لكن الوضع سيختلف إن لم يتحسن الأداء في السنة الباقية من عمر هذه الحكومة .
حقيقة ما جئت أعدد فيما أخفقت الحكومة وفيما أحسنت ولكن نقول: الشعب يتذكر أنه وللمرة الأولى منذ بضع سنوات يمر عليه شهر رمضان وعيد الفطر وعيد الأضحى دون أن يكون موجوداً في طوابير محلات توزيع الغاز المنزلي وأيضاً، فهذه أطول فترة يستقر فيه سعر صرف الدولار خلال هذه السنوات الأخيرة دون أي تدخل من البنك المركزي في ضخ العملة الصعبة إلى السوق من أجل تحقيق استقرار في سعر الصرف لا يتحقق وهذا يعني أن هذه الحكومة تتبع سياسة إنفاق مرشدة تختلف عن الحكومات التي سبقتها وفي هذه السنة لم تتخلف الحكومة عن دفع الرواتب كما كان يتخيل البعض ويسوق البعض الأخر، بل على العكس صرفت الرواتب والفوارق والمخفيات بل لا أكون مبالغاً إن قلت إنه تم صرف أموالٍ في أبوابها أكثر من أي عام مضى في تأريخ اليمن .
كذلك سيسجل التأريخ أنه في ظل هذه الحكومة تم توظيف أكثر مما تم توظيفهم خلال الأربع السنوات التي سبقت هذه السنة في ظل حكومات العهد القديم البائس وفي ظل هذه الحكومة وفي سنتها الأولى تم تثبيت عمال النظافة .
في هذه السنة تم إعادة ميناء عدن من اتفاقية مشبوهة رائحة فسادها تشم من أي بقعة من بقاع الأرض وفي هذه السنة تم رفع أسعار الغاز المصدر إلى الضعف تقريبا بانتظار أن يصبح سعر الغاز اليمني مساوياً لسعر غاز بقية الدول، هذا بعض ما تحقق وهو بسيط وهو مذكور ولا يقدرون على نفيه وإن كانوا قادرين على التقليل من شأنه ولهم الحق في ذلك، فالشعب كان يأمل في أكثر من هذا .
أما الإخفاقات فهي موجودة ويرجع البعض سببها إلى الوفاق المفروض من خلال المبادرة الخليجية مع أناس لا يرغبون بالوفاق وإنما جبروا عليه، كذلك فإن بعض من الثوار وللأسف يبدو أنهم نسوا الثورة وتناسوا أسبابها وذهبوا يتسابقون لجني الغنائم فلهؤلاء نقول تذكروا ماذا حدث للمسلمين عندما ترك الرماة مواقعهم وتسابقوا لأخذ الغنائم، في غزوة أحد وخالفوا أوامر الرسول ولذلك لا ينبغي أن تؤتى الثورة من قبلكم وتذكروا الذين ضحوا من أجل الشعب وثورته، فلا تذهب تضحياتهم بسببكم هباء وحافظوا على حقوقكم بالحفاظ على ثوركهم والعبور بها إلى جادة الطريق .
مرت سنة أثبتت زيف دعايتهم التي تم توجيهها إلى البسطاء من عامة الشعب بأن الوطن مرتبط بشخص إن ذهب أو رحل رحـل الوطن معه .
مرت سنة أدحضت الأكاذيب والأراجيف وبينت أنه كان بالإمكان أفضل مما كان في عهد النظام السابق وهنا أقولها وبكل ثقة النظام السابق لأن الرئيس هو النظام في الأنظمة الديكتاتورية، أما البقية فهي أطراف تأخذ وقتها حتى تنتهي بعد أن ينتهي رئسها، خصوصاً أن الشعب متيقظ وساهر يراقب ولن يسمح بأن تفشل ثورته وهو مستمر حتى تحقيق كل الأهداف وحتى تصل الثورة إلى بر الأمان .
مرت سنة والوطن باقٍ والشعب باقٍ والأشخاص ذاهبون سواء الأشرار أو الطيبون، المهم ماذا ترك هؤلاء الأشخاص من مآثر وذكرى وهل الناس يذكرونهم بالخير أم أنهم يحمدون الله على الخلاص منهم وعلى الجميع أن يدركوا أنه ما عاد ممكن أن تربط الأوطان بالأشخاص، لأن الوطن أكبر من الشخص ومن الجماعة وفي موازين الواقعية والمنطق لا يرتبط الكبير بالصغير والكل بالجزء وإنما العكس .