حينما يكون العمل ـ لتحقيق الأهداف،والوصول إلى الغاية ـ وفق نظرية (كارتل..الغاية تبرر الوسيلة) فان كل الطرق،والأساليب التي لا يجو استخدامها،والمحرمة في كل الشرائع السماوية،والأرضية،وكل القوانين،والأعراف الإنسانية ليست سوى وسيلة لا مانع من استخدامها لتحقيق الغاية، بل يجب مادامت الغاية تبرر الوسيلة،وبهذا فان الوسيلة الغير مشروعة، وغير النبيلة تبرر الغاية المشروعة والنبيلة،والوسيلة الغير النيلة تحقق الغاية النبيلة وفق هذه النظرية،وإتباعها،وهذا التناقض الواضح،والذي لا يصدق يدل على أن أصحاب الغاية المنحطة،والمناهج الملوثة،والأفكار المعفنة،والرؤية الضيقة،......هم الذين يعملون بهذه النظرية،فالشعور بالنقص,والإحساس بالضعف،وتفخم الأنانية،وتقديس المصلحة الشخصية،وحب الظهور،والتباهي،وعشق الاستبداد،والتسلط الذي يسكنهم.....والقلق المزمن على أنفسهم ومصالحهم الخاصة،والخوف من السقوط الذي هم فيه،والخوف من معرفة أولئك المخدوعين بهم لحقيقة أمرهم....وغير من الأمراض الناتجة من تلك المناهج.....والتي يعانون منها هو الذي دفعهم للعمل بذالك... تراهم يرفعون شعار العدالة،والحرية،والمساواة،والمدنية،والديمقراطية،..ولا يريدون ذالك إلا لصالحهم،ومصالحهم وحدهم وإلا انقلبوا ضدها....
ويرفعون شعار الوطنية، والقومية،والوحدة العربية،(ومسيري فوق دربي فارسيا) ينادون باستمرار الكفاح،ومواصلة النضال،وإزالة الاستبداد،ورفض الإقصاء،والإلغاء،والتهميش،وتجدهم يبحثون عن الأخطاء،ويجسمونها،ويختلقون الإشاعات وينشرونها,ويخترعون التهم ويلفقونها،يحاولون تزوير الحقائق،وتزيف الواقع،وقلب الأولويات،... يهتمون بفسافس الأمور، ويسعون إلى انتقاص العظماء،وتشويه الشرفاء،وتهميش المدعين،وإقصاء المتألقين... تسمعهم يتهمون المناضل بالخيانة،والمنصف بالاستبداد،والصالح بالفساد،.........وهذا هو الكفاح،والنضال عندهم،وهم بذا مستمرون مواصلون حتى تحقيق غايتهم..........فإذا كانت الغاية عندهم تبرر الوسيلة كما يرون ويعتقدون...فإني أرى واعتقد أن الغاية تعرف بالوسيلة،فإذا كانت وسائلهم التي يستخدمونها غير نبيلة،فلا شك أن الغاية التي يسعون إلى تحقيقها بتلك الوسائل ستكون غير نبيلة،وهذا لا جدال فيه......
فإذا كان استخدام العنف، والهمجية,والتزيف والتزوير والتضليل، والخداع،والتأمر،والانقلابات الدموية,.........كوسائل تبررها الغاية،فان الخراب, والدمار,والاستبداد،والاستعباد،والإقصاء، والإلغاء،والتهميش،.......الذي تحققه تلك الوسائل سيكون هو الغاية، وبهذا فان الوسيلة تدل على الغاية،فإذا كانت الغاية تبرر الوسيلة كما يقولون، نقول لهم إن الغاية تُعرف بالوسيلة أيضاً.
معاذ غالب الجحافي
الغاية تُعرف بالوسيلة 1524