"روبن هود" ذلك المغامر العنيد الذي كان يقارع الظلم وكان يسرق من الأغنياء ويوزع ما سرقه على الجياع والمشردين من أبناء جلدته وقد شاع أسمه في تلك المملكة حتى صار أسمه يضاهي أسم الملك وكلما شن الملك عليه حملة عسكرية، كان الأهالي يدافعون عنه ويحمونه ويناصرونه لمواقفه التي كان يقفها بجانب المعدمين من أبناء جلدته، معِّرضاً حياته للخطر من أجلهم حتى صار بطلاً أسطورياً، كتب عنه الكثير وأنتجت أفلام كثيرة عنه، وسواء كانت سرقاته من الأغنياء مشروعة أم غير مشروعة إلا أنها تعني أن روبن هود كان يحس ويشعر بما يعانيه هؤلاء المساكين من حوله، فوقف معهم برغم أنه حسب قوانين المملكة كان قاطع طريق ولصاً، لكنه بنظر الفقراء كان بطلاً وطنياً شريفاً، بالإضافة لذلك حارب روبن هود الظلم والطغيان.
 كان يعمل هو ومجموعته القوية، وقد اشتهر بشجاعته وفروسيته وبإسراعه إلى مساعدة المحتاجين ومناصرة المظلومين عندما يكونون في حال خصام مع الأسياد( حيتان الفساد) الذين يستخدمون السلطة بطريقة غير عادلة ولا شرعية.
قد يتساءل البعض: ما هي علاقة"روبن هود" باليمن؟!!، وهل لدينا بيئة خصبة لظهور"روبن هود" يمني مثلاً؟!!،الظروف التي أنجبت روبن تمثلت بوجود فئة قليلة من اللصوص الأثرياء الذين نهبوا شعبهم وفئة كبيرة من الفقراء الذين لا حول لهم ولا قوة، ورافق ذلك حكومة متحالفة مع الطغاة أو تخافهم؛ ولغياب سلطة القانون والعدالة والشفافية، تعرض الفقراء لليأس والإحباط، الأمر الذي دفع روبن لتشكيل حركة تمرد سلمية تعيد الأموال المنهوبة من اللصوص وتوزعها على الفقراء والمحتاجين؛ لأنها أصلاً سلبت من جيوبهم..
نحن في هذا الوطن ـ الغالي على قلوبنا المغلوب على أمرنا ـ نهبت ثرواتنا الوطنية وسلبت أموال شعبنا الصابر من فئة قليلة من الحيتان والفاسدين، وتفاؤلنا بعودتها بعد سماعنا تصريحات وزرانا ومسئولنا المتعاقبة بمحاربة الفساد والمفسدين، لكننا بدأنا نشعر باليأس والإحباط ونحن نشاهد ونسمع صولات وجولات الفاسدين واستخدامهم للمال العام في شراء الذمم للسيطرة على الحكم، إضافة إلى شراء ذمم بعض من الإعلاميين والسياسيين ليسبحوا بحمدهم صبحاً وعشياً.
يجب أن نعي جميعاً، أننا لسنا بحاجة إلى روبن هود يمني، فالشعب كله إذا وقف وقفة رجل واحد في وجه الفساد والمفسدين، لكان هو المنقذ لهذا الوطن والمحافظ على ثرواته من النهب والعبث من قبل فئة قليلة تعيث في الأرض فساداً.