وما ترتادني دائماً، فكرة مؤلمة جداً لا تُجافي حقيقة واقعنا، هو أننا في جميع الأحوال مُتخلفون حتى في ظل وجود من يصفون أنفسهم بالطبقة المثقفة، ربما أصبح وصف مجتمعنا بالمتخلف متقبلاً مع تراكم ثقافة الرغبة في أن نبقى كذلك، لا نقبل حتى الأشياء الإيجابية التي يمكن أن تحسن من مستوى المعيشة وتجعل المجتمع البائس يرتقي إلى مستوى الإنسانية ـ أقل شيء ـ في نمط العيش، لكن ما يزيد الطينة بله ويجعل الوضع أكثر تعقيداً هو وجود الفئة المثقفة التي هي الأخرى تُجسد الوجه الأخر لتخلف مجتمع عن القراءة والسعي وراء المعرفة لانشغاله الممنهج بلقمة العيش وكيفية تأمينها في يوم كامل من الشقاء وهذا الوجه الأخر لا مبرر يرحم تخلفهم طالما وتخلفهم محصور بالتعصب الأحمق الذي يرفع شعار "إما أن تكون معنا وإلا فأنت عدونا" وكأنه ينقصنا فراغ الإنسانية أيضاً؛ فماذا سُنوصف بأكثر من التخلف الذي التصق بعقول فارغة، فإذا أصبحت قلوبنا أيضاًَ فارغة من كل مفاهيم الإنسانية، فهذا حتماً سيقودنا إلى دائرة مغلقة من الصعب الخروج منها أو كسر حلقاتها..
فالأمل الوحيد هم الفئة المثقفة الذي نتمنى أن يكون لهم البصمة الواضحة في تغيير كل ما هو يشوه جمال الحقيقة من منطلق إحساسهم بالمسؤولية اتجاه ما حولهم حتى يقنعوا المجتمع بأنه يكفي أن نعيش على هامش البساطة والعفوية، فالجهل لم يكن قضاء وقدر المجتمع والفقر والمرض أيضاً ولكن كانت سياسات قذرة ترمي إلى البقاء بحكم شعب لا يملك الوقت لينتقد أو يستنكر أو يُطالب بحقوقه التي يجهلها، فهو منشغل بالركض خلف الظروف المعيشية المختلقة، فالمنهج الصارم والوحيد الكفيل بإخراج مجتمعنا من ظلام ما هو فيه هو أنتم أيها المثقفون إذا رميتم بتلك الفكرة البليدة التي تجسدوها بتصرفاتكم الحمقاء التي تجعلكم تبحثون عمن يخالفكم الرأي لتحاربوه بتسلط الولاء الأعمى، فهذا هو التخلف بعينه الذي لن يغفره التاريخ الذي ستتراكم على صفحاته أحلامنا وأمالنا المكدسة على سطوره السوداء المحبرة بأفعال قيادات أوهمت العالم بأنها تحكم وتبني وهي أساساً تُجند أفكارها وتُسير عصاباتها الوطنية لمُحاربة من يتجرأ على هتك جرائمهم المصونة بالفضح والتشهير !!
*بقايا حبر:
أضمرُ لك ابتسامة نبضٍ،،،
فيفاجئني القدر...
بميلادِ الأحلام
أيُعقل يا سيدي..!!
بأني كذبتُ ذات صدفة
وصدقَتها الأيام..!!
نعائم شائف عون الخليدي
الوجه الأخر للتخلف!! 1804