شاهدت أحداث قصر الاتحادية في أرض الكنانة مصر و كأني أشاهد فيلماً هندياً أو عربياً لا يأتي فيه رجال الأمن إلا بعد أن يُقتل البطل وتغتصب البطلة، فلم نر وجوداً لرجال الأمن أو الشرطة أو الجيش أو أي طرف " يفارع" بين الإخوة المتقاتلين في الشوارع والميادين.. الكل اكتفى بالمشاهدة والتعليق والتحريض, والدعوة إلى النزول إلى الشارع من هذا الطرف وذاك.. غاب العقل وحضرت الشياطين، ولكن من المسئول؟ ولماذا وكيف؟.. لا ندري فكل الجرائم التي تحدث في دول الربيع العربي تسجل ضد مجهول!!.
النية الصالحة لا تكفي :
لا أشك مطلقاً في نوايا الدكتور مرسي- حفظه الله تعالى وسدد خطاه ولكن النية الصالحة لا تكفي في بعض الأحيان, فقد امتنع النبي صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله عن فعل أشياء خشية أن يفتح باباً للفتن والقيل والقال، فترك رأس النفاق عبدالله بن أبي ولم يقتله خشية أن يقال أن محمد يقتل أصحابه؛ فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهَا :(يَا عَائِشَةُ ، لَوْلَا أَنَّ قَوْمَكِ حَدِيثُ عَهْدٍ بِجَاهِلِيَّةٍ لَأَمَرْتُ بِالْبَيْتِ فَهُدِمَ ، فَأَدْخَلْتُ فِيهِ مَا أُخْرِجَ مِنْهُ ، وَأَلْزَقْتُهُ بِالْأَرْضِ وَجَعَلْتُ لَهُ بَابَيْنِ : بَابًا شَرْقِيًّا ، وَبَابًا غَرْبِيًّا ، فَبَلَغْتُ بِهِ أَسَاسَ إِبْرَاهِيمَ )..
ومراعاة الأهل والناس فيما ليس فيه ترك واجب، ولا فعل محرَّم هدي نبوي وسنة شريفة والرجوع عن تحصين قراراتك وتعديل الدستور فيما ليس فيه مخالفة لشرع الله تعالى درء للفتن واجب وليس أمراً مستحباً..
ولو سمع الدكتور/مرسي بالمثل القائل:"مخرب غلب ألف مدار "لعلم أن البنائين قليلون والمخربين كثيرون ولتراجع عن كل أمر يسمح لهؤلاء بالتواجد والتكاثر.
إذن العقل أولاً وثانياً وثالثاً, العقل وليس الصناديق, العقل وليس الأغلبية, العقل وليس الشارع.. وإلا فالبلد سائرة نحو الهاوية.
إلا البرادعي:
ومهما اختلفت مع الدكتور مرسي في شأن تحصين قراراته, إلا أنني لا أقبل ولا أتخيل أبداً أن يكون البرادعي نداً أو زعيماً لتيار يدعي الوطنية ويعارض مرسي..
"البرادعي مين ده"
البرادعي اسم يذكرني بزعيم عصابة في مسلسل مصري قديم, والبرادعي الجديد زعيم عصابة أيضاً.. البرادعي الجديد باع العراق واستلم الثمن وبعد أن ركله الغرب بالجزمة القديمة عاد إلى مصر ليدمر أرض الكنانة.
أحلام القبيلي
إلا البرادعي 2092