تعتبر القضية الجنوبية واحدة من القضايا التي تشكل هاجساً لكافة القيادات الجنوبية اليمنية في الداخل والخارج، سواء على مستوى القيادات البارزة أو حتى على مستوى الكوادر السياسية الصغيرة فثروات المحافظات الجنوبية كانت هدفاً ومطمعاً لنظام صالح وأركانه, فمنذ عام 1990م ظن أهلنا في المحافظات الجنوبية أنهم قد تنفسوا الصعداء وانزاح عنهم التسلط والجبروت المتمثل في النظام الاشتراكي آنذاك ولكن مع مرور الوقت بدأوا بمعرفة أن المحافظات الجنوبية عدن وحضرموت وشبوة وأبين ولحج كانت هدفا لأطماع وممارسات غير مشروعة للمصادرة بوضع اليد عليها دون وجه حق أو مصوغ قانوني وذلك بتشجيع وحماية سلطة علي عبد الله صالح وعناصره المتنفذة المعروفة بالفساد والظلم وبـممارستها نهجاً إرهابياً مبرمجاً ضد أبناء المحافظات الجنوبية خاصة والتسلط على مقدراتهم ونهب حقوقهم وممتلكاتهم.. فأهلنا في المحافظات الجنوبية يرون أن قضيتهم صمت عنها المواطنون في الشمال لأعوام. ولطالما كانوا يستغربون عدم التعاطف معهم، لا بل وعدم الاعتراف بالقضية الجنوبية والجنوب كدولة سابقة ذات سيادة وقانون همّشت ودمرت تحت مسمى الوحدة. واليوم وبعد سبعة عشر عاماً من حرب صيف 1994، التي شنها صالح وقواته على الجنوب وتم على أثرها هدم ما تبقّى من دولة مدنية في الجنوب، لا يزال الجنوبيون يتذكرون وبحسرة الفتوى التي صدرت إبان الحرب وهدرت دماءهم واستباحتهم من قبل علماء الدين في الشمال وسكوت الشعب، بل والتأييد من البعض، باعتبار الجنوب دولة شيوعية وكافرة ويجب القضاء على من فيها، من دون أن يلغي ذلك أنه لا يزال هناك شيء في قلوب أبناء الجنوب تجاه نصفهم الآخر وشريك الوحدة. واليوم ولأجل حب الغطرسة والتسلط يمارس علي صالح وفلوله من المرتزقة تحويل مكاسب الثورة إلى جحيم على أهلنا في المحافظات الجنوبية من خلال عمليات النهب للمحال التجارية والاغتيالات ودعم ما يسمى بالحراك المسلح.
لقد بادرت حكومة الوفاق بخطوة جريئة وهي انتقال أعمالها إلى محافظة عدن وقررت أن لا تغادر إلا وقد كشفت عن كل ما تعانيه المحافظات الجنوبية وإيجاد الحلول لها.
لجنة الحوار يجب أن تقوم بدورها أيضاً وتجعل من القضية الجنوبية أكبر شاغل لها وتقوم بعمل لقاءات مع من تضرروا من النظام السابق سواء عسكريين أم مدنيين وتجار وأصحاب أراضٍ.
يجب أن يعيي إخواننا في المحافظات الجنوبية أننا معهم ولأجل إيجاد حل عادل لقضيتهم.. والله المستعان.
فهد ناجي علي
إلى لجنة الحوار الوطني 1809