كم حاولت أن أتجنب عنكم الكتابة وعندما كان يدفعني عظيم الحدث والجريمة كانت عودة الكهرباء دافعاً للتراجع عن تسطير في حقكم كهذه المقالة ولكن وكما يبدو فإن ما سأكتبه عنكم لا بديل له، فموقفي منكم أصبح قناعة، فكم لكم من أعداء في هذا الوطن الكبير الذي لن تنال منه أفعالكم الطائشة الجبانة وهذا الشعب صبور قادر على العيش بدون الطاقة ولكن ما يؤلمه أن فيه مثلكم أغبياء قد أعيتهم الحماقة، تذكرونه بفعل أجدادكم حيث دعوا على أنفسهم بالتعب والمشقة فقالوا "ربنا باعد بين أسفارنا وظلموا أنفسهم" فكانت دعوتهم مجابة وها نحن نجني عاقبة دعوتهم مشقة ومعاناة..
تباً لكم وقد تبادلتم أدوار الفجور والفسق والخساسة، أغضبتم العالم الذي لم يجد لفعلكم مبرراً أو دلالة، فأنتم الوحيدون في العالم إن عادى يخرب ممتلكاته، ما أشبهكم باليهود يخربون بيوتهم بأيديهم فهم الشر وأنتم عنوانه..
تباً لكم وقد أغرقتم البلاد بالظلام وما رأفتم لحال المرضى وأخرتم الشعب في أن يقضي أعماله وحاجاته، فليت أن لكم مطالب حق نعذركم في سوء فعلكم ونتفهم عقوقكم لوطنكم وجحودكم لخيراته.
اللهم إن فعل هؤلاء أشبه بفعل عاقري الناقة، اللهم فأمتهم أياماً ثم خذهم أخذ عزيز قوي انتقامه، اللهم اشف صدور من عانى من سوء فعلهم وأعد البسمة إلى وجوه الأطفال الذين سرق الظلام من وجوهم بسمتهم والنضارة.
يا أيها المفسدون في الأرض خافوا من الله إن كانت الدولة عن جرمكم مشغولة واعلموا أنه وإن غاب عقاب الدنيا فإن عقاب الآخرة على سوء أفعالكم مضمون، فكم من مظالم تصنعونها في حق الملايين، فما جدوى الملايين التي تقبضونها إن كان لكم يوم القيامة ملايين تحاججكم لما يا رب تلك الأفعال التي اقترفوها في حقنا وزادوا إلى معاناتنا ومشقتنا معاناة ومشقة؟ فتباً لكم تكفيكم هذه الكلمات، فأنتم لا تستحقون أن يشغل كاتب نفسه في أن يكتب فيكم صفحة مملوءة.
jalalalwhby@gmail.com
جلال الوهبي
إلى عاقري الناقة ومستهدفي خطوط نقل الطاقة 2016