في بلد أصبح يئن بمرارة ويكابد سكرات الانجرار إلى حروب متعددة الجبهات لا نقبل إلا أن نذيقه شر البلاء ولا هنالك من ضمير جمعي يقودنا لإيقاف الدمار المتعدد المصادر.
*** *** ***
خبطة :
عشاق الظلام يغمرون اليمن بالنكد بأسهل الطرق وأبسطها " وكما يقال مخرب غلب مائة مدار " فخبطة بيد عابث تلحق خراباً بمصالح اليمن ككل وتنغص حياة البشر وتدعنا أمام خيارات لا تخدم بلدنا.
*** *** ***
* الطرق
أفواج من المسافرين " يرتطعون " بالطرقات بالساعات لا لشيء سوى لرغبة عصابة بجلب مصلحة عن طريق هذا الفعل الشيطاني، وبعد شد وجذب تتوسل الحكومة أحد الشيوخ للوساطة بفتح الطرق أمام الناس.
سبحان الله! لولا هذا المسمى البغيض لتخلصت اليمن من أكثر معوقات بناء الدولة المدنية الحديثة.
*** *** ***
* الحوار الوطني :
اليمن مرتهنة بمصيرها إلى حوار وطني يشمل ألوان الطيف ويعالج المسائل العالقة والمعوقة بدفع عجلة التغيير، لكن ينقصنا فهم ثقافة الاختلاف واحترامها، إذ نحن داخلون على حوار وليس في جعبتنا سوى لغة التطرف والكراهية، أليس الحوار مطلباً حينما يحدث الاختلاف؟ إذاً نحن نختلف ونحتاج لحوار يقربنا من بعض دون ثوابت كما قال الدكتور ياسين سعيد نعمان، فقد كان موفقاً جداً في اشتراط عدم دخول الحوار بثوابت، لأن الثابت يقف شوكة في حلق أي تقارب يتم عن طريق التحاور، إذ أن من يريد الدخول لحوار وعنده الوحدة " ثابت " فهناك سواه من عنده الانفصال " ثابت ".
*** *** ***
* الصراع المتعدد الأوجه :
أقحمنا في تصنيفات مذهبية ومناطقية لم تسمح لنا إطلاقاً أن تكون في الوسط توزع محبتك لمن يخالفك قبل من يوافقك، فافتعلت صراعات تخدم الطائفة الفلانية وتضرب الأخرى، وتم تقاسمنا من الخارج العابث بمصالحنا وكأننا دمى يتم العبث بها بريموت الأموال "شيعي، سني، إصلاحي، حوثي، شمالي، جنوبي".
*** *** ***
* تفجيرات :
بفعل المخلصين في هذا الوطن وتكبدهم العناء دون أن نشعر بهم أو نقدرهم يتم استقرار بعض مصالحنا بحكمتهم وحسن تعاملهم بحس وطني تجاه بعض القضايا، إلا أننا شعب مكتوب علينا التعب وبرجنا الفلكي اسمه " النكد"، فما نكاد نكمل عبارة الحمد لله استقرت الكهرباء حتى نسمع عن تفجير أنبوب نفط وما أن يتم إصلاحه إلا وتسمع عن انفجار مخزن أسلحة أو محاولة اغتيال " ومن فين نجيب الصبر يا أهل الله يداوينا".
كنا نطالب بإخراج المعسكرات من المدن واستبدالها بحدائق، لكن وقد أصبحت أرقى الأحياء تحوي مخازن لأسلحة تنفجر في وجوه البشر، فما علينا سوى البدء بالنزوح!.
*** *** ***
حقيقة لم يتبق لنا إلا أن نتبادل الحب مع الجميع ونحب اليمن بعد أن أفرغنا كل نزواتنا الشيطانية وجربناها جميعها وقد تفوقنا على الشيطان في تمزيق هذا الوطن، ولعلنا أمام بوابة كبيرة نستطيع من خلال عبورها تصفية القلوب عبر هذا الحوار الوطني.. لا سبيل أمامنا سوى حب الوطن، فنحن نستحق وأجيال ستلد أن نعيش بمحبة ووطن جميل بنا وبمحبتنا.. ألا نستحق الحياة؟!.
*** *** ***
* غصة وطن :
من تحاور ؟ قم وقل لي من تحاور ؟ يا صديقي لا تساوم أو تحاور!
كلنا في الشر فاجر.. جمعنا نخشى المقابر..
كم فقهنا للحوار الجاد من لغة، تناسينا، فاستبدلنا اللغات حد الخناجر
من أحاور أو تحاور ؟
طالما جئنا لطاولة الحوار وبعضنا بالبعض كافر
لا يجدنا نفعاً لقاءات تجدد دائماً وهج التنافر
يا صديقي قم وأغسل قلبي الران المكابر
ثم دعني أنزع الأشواك من تلك الظفائر
أن نحب بلادنا.. خيارنا..
وبه نبيد من الزمان جرم الكبائر
أحمد حمود الأثوري
من فين نجيب الصبر يا أهل الله؟! 2338