;
د. محمد أبو اليزيد
د. محمد أبو اليزيد

قانون الثورات .... 1654

2012-12-01 03:01:37


إنَّ قانون الثورات ينص على أنَّ الثائر يقلب أمور الظالمين ليقوم ميزان العدل، فيريهم أعمالهم حسرات، فقد قام موسى وهارون ضد فرعون وهامان وجنودهما وكان من نتائج ذلك ما قاله الله تعالى: "وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ"، فمما يحذر الظالمون؟ إنهم يحذرون القصاص، إذن فليريهم الله القصاص على أيدينا، إنهم يحذرون المحاكمات، فليريهم الله المحاكمات على أيدينا، إنهم يحذرون أن نسترد أموالنا منهم فليستردها الله على أيدينا، إنهم يحذرون الحق، فليريهم الله الحق على أيدينا، وكأن القرآن ينص على أن الثورة لا تعرف إلا الحق القوي، ولا تجامل أحدًا، ولا نرجو ولا نأمل من قوم عاشوا كل حياتهم وسنواتهم في الفساد أن يرتدوا عنه في آخر دقائقها، ولذا وجب أن يُري كل ثائر الحق للظالم وبكل قوة حتى تنجح ثورته فلا محاباة ولا مجاملة مع المفسدين.
ومصر الآن كأنها مصر وقت فرعون، غير أن الجنود غرقوا مع فرعون، وجنود فرعوننا (مبارك) الآن ما زالوا يحاربون ضد الثورة في الميدان وكل ميادين العمل، ولذا وجب علينا أن نريهم القصاص الذي ترتعد فرائصهم منه.. إن رب العالمين حين وضع لنا قانون تأسيس الأمم، ومحاربة صفوف المفسدين والمنافقين في الأرض قال تعالى: "فَشَرِّدْ بِهِم مَّنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ" لماذا؟ لأن هناك أقواماً رؤوس فتن، لابد من قلعها، ووراء تلك الرءوس شعر نابت لا ينمو بعد موتها، بل ينفصل بانفصالها ويسقط بسقوطها.
يا سيادة الرئيس، بحق الذي اختارك رئيسًا من قبل كل البشر، إذ خرجنا ندعو لشخص والله أرادك أنت، إننا في مفترق طريق ولا بد من وقفة جادة ووالله الذي نفسي بيده إنا لا نخشى أحدًا حتى الموت لا نخشاه، فكيف نخاف من هؤلاء؟!، ولو أن الإسلام علمنا أن الحلم والأناة واجب، والصبر في الدعوة عمد، إلا أن الإسلام علمنا كذلك أن هناك أقواماً لن يهديهم الله؛ فلعلنا باخعون أنفسنا على آثارهم، ولو كانوا فينا ما زادونا إلا خبالاً.
 يا سيادة الرئيس، إنَّ قانون تأسيس الدول ورد في الدستور الرباني في الكتاب العظيم في كلام الله تعالى في آية67 من سورة الأنفال قال تعالى: " مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ"، صدق الله العظيم، والآية تحمل معنى الضرب على الأعناق لا الشد على الأيدي؛ لأن الدولة في طورها الأول- وإن كانت تحتاج إلى قوة المنطق- إلا أنها لا تقوم إلا بمنطق القوة.
 يا سيادة الرئيس، إن الأمم تقوم على القوة قبل الحلم، وعلى العزة قبل العفو، وعلى الحكمة قبل التآخي.
لسنا دعاة حرب ولا فتن، ولكن حماة حق ورجال وطن، إن دماء الشهداء لا تفارق أعيننا، بل لا تنفك عن رقابنا، إن فقراء البلاد يقرصهم برد الشتاء وتقرصنا أعاصير كلماتهم إذ يقولون لنا: متى نصبح مثل بني آدم؟!
أيها السادة، لست أعلم الغيب، ولكن أقول لكم لو أنا فرطنا اليوم في حقنا وفي حق دماء شهدائنا، وأموالنا وبلادنا، فإننا نفتح باباً واسعاً لشهداء جدد على يد هؤلاء المفسدين، إن انكماشنا هنا يزيد من امتدادهم هناك، حتى تقوى شوكتهم، وإن قويت ستنغرس في قلوب شهداء آخرين، وتكونون أنتم من صنع سيف الغدر ببلاده، وتعود البلاد في دوامة الفوضى، وتدور في فلك الظالمين، واعلموا أن الراية لا تسقط إلا من يد ترتعش.
أيها السادة، إن الدهر يرمى على فترات بفرص لا يرميها كثيرًا، ولله الحمد أن رمى في عصرنا بتلك الفرصة واختارنا لها، فلنكن على قدرها، ولنأخذها بحقها، وإلا يستبدل قوماً غيرنا.
فاللهم استعملنا ولا تستبدلنا، وأعنَّا حين تستعملنا.. فلنري الله منا اليوم قوة، ولنري من المفسدين قوة الحق وبهائه، ولتكن النية هي إقامة شرع الله في كونه، ودعوة إلى الحق لمن أراد الحق، وحسرة للمفسدين، والله أكبر ولله الحمد.
عن موقع الإخوان
 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد