تناولت في عدد سابق من صحيفة "أخبار اليوم" خطر المد الحوثي في اليمن وسرعة انتشاره وتم تأكيد هذه الحقيقة من خلال أقوال بعض سادتهم في المذهب الشيعي.. واليوم تجلت تلك الحقائق وبان ما كنا نخشاه كيمنيين، فلقد استغل الحوثيون انشغال القادة والسياسيون بمؤتمر الحوار الوطني وأخذوا بالتوسع والانتشار البشري عبر محافظة الثورة ومدينة الثوار تعز وساعدهم في هذا الانتشار مجموعة من العوامل الطبيعية إن لم نقل استراتيجية النظام السابق ومنها :
1- الانفلات الأمني :
حيث لم يعد الأمن في تعز قضية وطن فحسب وإنما صار الجميع يرى هذا الانفلات أو الفلتان، مما جعل جماعة الحوثي ومن خلال تنسيق مسبق مع بعض رموز النظام السابق وخاصة ممن يحيطون بمحافظ تعز شوقي هائل والذين أعدوا عدتهم وتمكنوا من تسريب السلاح لمجموعة الحوثي وباتفاق مع بعض المشائخ الذين ذهبوا إلى صعدة وقاموا بأداء اليمين أمام الحوثي (الصرخة).
إنا نستغرب أن يتم استبعاد ذوي الخبرة والمعرفة بتعز وأهلها عن إدارة أمورها وهو الأمر الذي كان نظام صالح في السابق يمارس سياسته في إقصاء وإبعاد المرغوبين من أهل تعز.. فلماذا لا يتم تعيين ضباط كفاءة ومن ذوي الخبرة ومن أبناء تعز الأكفاء مديراً لأمن تعز بدلاً عن المقدشي؟ أو أن بطانة المحافظ يعلمون حقيقة الضباط الأكفاء وأنهم مع الحق ويحبون الخير والسلامة لتعز وهم أدرى من غيرهم بشعابها لأنهم من أبنائها البارزين ؟!
2- الانشقاق والتباعد بين مكونات الثورة المتواجدين في ساحة الحرية :
الأمر الذي ساعد على إضافة المكون الخاص بجماعة الحوثي من خلال الدعم المتواصل عبر عدد من التجار تعلمهم الأجهزة الأمنية ولكن يتم التغاضي عنهم، يجعل هذا الموضوع قضية تدخل في نطاق غسيل الأموال وهذا الدعم ساعد على أن يكون للحوثي قوة في التواجد دخل مدينة تعز.
3- الإعلام :
لقد لعب الإعلام دوراً بارزاً إبان ثورة 11قبراير ولكن هذا الدور فقد توهجه وبريقه بعد وصول شوقي هائل إلى قيادة المحافظة، حيث أن البعض من الصحفيين إن لم يكن غالبيتهم فقدوا دورهم حتى لا يفقدوا ثقة المحافظ بهم!.. وهو أمر في بالغ الخطورة، حيث كان الرأي العام في السابق يراقب كل ما يدور في تعز من خلال الإعلاميين في هذه المدينة واليوم فقد الرأي العام ذلك العنصر بسبب ابتعاد إعلاميي تعز عن الدور الحقيقي لهم بأن يقولوا لا للفساد لا للفتنة لا لأن تتحول تعز إلى أجيج نار تلتهب بين أبنائها.
هذه العوامل وغيرها جعلت لجماعة الحوثي قوة وساعدت في انتشار دعوته حتى على مستوى المدارس والجامعات، صار الاختلاف بين الطلاب لأجل الحوثي وأصبح المتربصون من تعز وممن فقدوا مصالحهم من أتباع النظام السابق ينظرون إلى هذه الحقيقة بأم أعينهم دون معرفة أن تعز ستدمر وستتحول إلى خراب وما حدث يوم الخميس الماضي دليل على هذه الحقيقة وما تعرض له الطلاب من إطلاق للرصاص من قبل الحوثيين يعد دليلاً على عنجهية وهمجية الحوثي ومساعديه من أركان النظام السابق، فما ذنب الطلاب وما جريمتهم حتى يتم إطلاق الرصاص عليهم؟!.
إنها رسالة إلى من تهمهم تعز خاصة واليمن عموماً، احذروا الوقوع في شباك الحوثة وأنهم أصحاب قضية، فلا تمدوا إليهم اليد حتى يسلموا أسلحتهم للدولة، أما أن تتحاور معه وفي يده السلاح وأتى إلينا كمستعمر جديد ليوصل رسالة أن عبد الملك الحوثي هو صاحب الولاية الشرعية على الأمة فهو أمر يستحيل القبول به.
وهو أيضا تحذير إلى محافظ تعز أن أهل تعز لن يغفروا لك هذه الأخطاء والتي بدأتها بإعلانك عبر وسائل الإعلام قبل عيد الأضحى الفائت أنك لست رجل أمن.. الأمر الذي أتاح الفرصة وكان بمثابة رسالة لرموز أركان النظام السابق أن اعملوا ما شئتم .. وهو الخطأ الأكبر الذي ساعد الحوثيين على الانتشار والدخول إلى المدينة واستئجار منازل فيها وتعميق روح الفرقة بين مكونات الساحة والمجتمع.. فهل أنت جاد في تحقيق الأمن والاستقرار لتعز؟ وإلا فوجه خطاباً لأبناء تعز تعلن فيه استقالتك، لأنك في حقيقة الأمر لست رجل دولة.. ولك الله يا تعز !.
فهد ناجي علي
تعز: جماعة الحوثي.. استعمار جديد 2080