ليس فقط الشعراء من ينُسب إليهم القول دون إرجاء الفعل، فهناك فئة أخرى يمثلون كارثة بحجم ثقافتهم المزيفة يخجل قلمي حين يكتب فئة الحقوقيين.
حين كنت أسمع إلى كلام نُخبة منهم في الندوات والدورات التوعوية أقول في قرارة نفسي الدنيا مازالت بخير وخصوصاً عندما أجد أصواتهم ترتفع لتطالب بحقوق المرأة وتدافع لأجل استردادها من مجتمع يحاول بكل الوسائل إقصائها وإلغاء دورها.. ظل هذا الإحساس بالتفاؤل يرافقني إلى أن تعرفت عن قرب بزوجات هؤلاء الحقوقيين فوجدت حالاتهن تصعب على الكافر يعني يا ليت مُحاصره وكبت مثلما يعملوا خلق الله في بلد مُحافظ على العادات والتقاليد وتارك للدين وإنما خنقه بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى،،،،فالسؤال الحاضر هنا بقوة والذي تتبعه مليون علامة تعجب لماذا ياحقوقيين وأنتم تصرخون وتبوح أصواتكم على منابر منظمات المجتمع المدني تطالبون بحقوقهن وتستنكرون الإقصاء الممنهج لوجودهن..
تحدثت إليَّ زوجة أحد الحقوقيين بحرقة قالت:لو كنت متزوجة من راعي لا يقرأ ولا يكتب كان أحترم كياني ووجودي الإنساني وبدموع تخفيها بابتسامة زائفة قالت سبب قبولي به هو إعجابي بكلامه وندواته حول حقوق المرأة وفي نهاية كلامها حاولت تقنعني بأنها خلاص متقبلة واقعها "ممنوع دراسة ممنوع شغل ممنوع خرجه" حتى لبيت أهلها وبأن كل الحقوقيين هكذا وان لم يكونوا جميعهم فأغلبهم عندما يكونوا في بيوتهم لهم حقوق وليس للطرف الأخر سوى الالتزامات التي تقع على عاتقها كزوجة.
صحيح بأن أغلبية المثقفين يحملون فكراً مزيفاً محصوراً في الخطابات والندوات والكتابات والواقع لا يشبه كل ماُ ذكر ولكني لم أكن أتوقع قبل المواقف التي صادفتها عن حياة الحقوقيين بأن هؤلاء النخبة أيضاً هم من زمرة من يقولون مالا يفعلون، فقد كنت أعيش بوهم أنهم يسيرون بمبادئ العدالة ويحكمهم الضمير الإنساني وصحيت على حقيقة قول بأن كل شيء تجارة ولا يوجد من المثقفين من يؤمن بقضية أو بتحقيق عدالة، فكلهم ُتجار ولكن الفرق بأن الحقوقيين تجارتهم لا تكون عن تراضٍ.
*بقايا حبر:
يبحث في بوحي عن وطن للجنون
كُف يا سيدي عن ممارسة الولاء
فقصائدي منفى،،
وحبري نزيف،،
وحروفي غربة،،
لا تردد لجنوني لحن الانتماء
فليس هناك متسع سوى للغرباء..!!
نعائم شائف عون الخليدي
يقولون مالا يفعلون!! 2221