لا أدري لماذا لايتم الاهتمام والتركيز على تنمية المجلات الإنتاجية الواعدة ؟ فكما تعرفون جميعاً أن الله تعالى منّ علينا بثروة طبيعية وهذه النعمة لم تحظ بالاهتمام الكافي من قبل الدولة علماً بأنها تشكل أحد الفروع الأساسية في الاقتصاد الوطني بعد الزراعة والصناعة والنفط والمعادن أعلم بان حتى هذه المجالات لم تلق الرعاية والاهتمام من قبل الدولة فلا قطن؟ ولابن أيضاً نزعة بعد أن عزف الكل عن زراعتهما لأحدهما وقتاً في النمو واتجهوا نحو زراعة القات التجارة المربحة والسريعة وبما أني قد خصصت مقالي للثروات الطبيعية فإني أود التحدث عن المجال السمكي.. هذا المجال المهمل من قبل الدولة فإذا ما تحدثنا عن الأمن الغذائي في اليمن المعدوم في اليمن ستجد أن الثروة السمكية تشكل مصدراً هاماً من مصادر استقرار الأمن الغذائي وإذا عملت الدولة على توفيرها للمواطن ووضعت حداً لأسعارها الملتهبة سيتم تحقيق ذلك.
فاليمن لديها من الإمكانيات السمكية ومن حيث النوعية ما يؤهلها لأن تكون في مصاف الدول المتقدمة إذا ما وجد التفكير الاقتصادي الذي يحسن في عملية استخدام تلك الإمكانيات والاهتمام بتطوير جوانبها الفنية.
فإذا ما نظرنا إلى واقع الحال سنجد أن الاصطياد في البلاد قد أصبح مليئاً بالمخاطر، فقوارب الصيد تتعرض للقرصنة البحرية من (الصومال) وأيضاً تتعرض للضرب الناري من قبل القوات الموجودة في البحر ودائماً طبعاً يكون ذلك عن طريق الخطأ نتيجة للاشتباه وفي كل الأحوال ذلك يعيق كثيراً الاصطياد.
وهذا انعكس كثيراً على سعر السمك الذي باتت أسعاره تتنافس أسعار اللحوم الحمراء.
فبعد أن كان السمك هو الوجبة الرئيسية في اليمن، خصوصاً لدينا نحن في الجنوب لم يعد كذلك فكثير من الأسر لم يعد بإمكانها شراء السمك فالدولة اعتمدت على النشاطات الفردية في الصيد وأيضاً على التعاوينيات وجعلت مصير الوطن في أيدي أفراد.
أين هي الأسواق التابعة للدولة وأين هو الاصطياد الخاص بالدولة؟ العالم بأكمله يعلم أن اليمن تمتلك بحاراً واسعة مليئة بالثروة الطبيعية وأنها قادرة على المنافسة العالمية في مجال تصدير الأسماك فهل نحن قادرون فعلاً على فعل ذلك؟!!!!
إذا تم الاهتمام بهذا المجال الطبيعي والمليء بالخيرات الواعدة وتم تطوير رسائل الاصطياد وتحديثها ستساهم وستلعب دوراً أساسياً في مجرى التنمية والدخل القومي.
لذا علينا الاهتمام بها والحفاظ عليها وتنميتها في الاتجاه الصحيح حتى تأتي لنا بمرور إيجابي على صعيد الدخل والتنمية وحتى يتحقق الاستقرار للأمن الغذائي ويستطيع كل فرد في اليمن التمتع بخيرات ثروتنا الطبيعة.
كروان عبد الهادي الشرجبي
ثورتنا البحرية من يستثمرها.... 2588