إلى كل الإخوة الأعضاء والمشاركين في مؤتمر الحوار اسمحوا لي أن أوجه لكم رسالة هامة, باعتباري مواطنة يمنية من حقي أن يكون لي رأي ومن واجبكم أن تسمعوه, باعتباركم مسئولين عن هذا الوطن ونحن جميعاً سكان في أرض واحدة..
قبل أن تجتمعوا على طاولة واحدة عليكم أن توحدوا هدفكم وتطهروا قلوبكم وتدخلوا إلى قاعة المؤتمر بنية صافية وعزيمة قوية على أن لا تخرجوا منه إلا متفقين على رؤية واحدة وهدف واحد تضعوه نصب أعينكم وملء قلوبك,م ثم تمضون في طريق واحد يؤدي في نهايته إلى أن تخرجوا البلد مما هو فيه من ضياع ودمار وتشتت..
إخوتي الأعزاء أظن أنه قد حان الوقت لأن تثبتوا للمواطن اليمني أنكم في مستوى المسؤولية وأنكم قد وصلتم لدرجة من الوعي والإدراك بأنه لم يعد هناك المزيد من الوقت لتضيعوه في المشاجرات والمهاترات الشخصية على حساب وطن..
حين تدخلوا إلى قاعة المؤتمر أتمنى عليكم أن تضعوا بطائقكم الشخصية والحزبية في درج مكتبة بعيدة خارج القاعة وأن تحملوا عوضاً عنها بطائق جديدة مكتوب عليها الاسم ثم الجنسية يمني مسلم خالٍ من أي انتماءات أو ولاءات لغير الله ورسوله ثم هذا الوطن..
لا أقول ذلك تهكماً أو استنقاصاً معاذ الله ولكني جادة ورب البيت.. لقد وصلنا حالة السأم والضيق من كل ما يجري على الساحة وإن هذا الاجتماع هو آخر فرصة لنا ولكم في إعادة الأمل إلى نفوسنا العطشى منذ زمن بعيد لحياة تشبه حياة بقية البشر على هذه الأرض..
رجائي أن تنسوا ولو لفترة من الزمن مصالحكم وخصوماتكم وتذكروا فقط أنكم على مفترق طريق خطر؛ إما أن تظهروا فيه أمام الله سبحانه ثم أمام العالم كرجال كبار واعيين عاقلين لديهم القدرة والوعي الكامل والشعور الصادق بما ينتظرهم من مسؤولية كبيرة هي توحيد وطن وبناءه وإنقاذ إنسان يمني وصل إلى حالة الانهيار واليأس من كل ما حوله.. أمامكم فرصة لأن ترتقوا بأنفسكم إلى مستوى المسؤولية العظيمة التي تحملونها على عاتقكم وتترفعوا عن الصغائر فكل شيء صغير أمام بناء وطن وتثبتوا للموطن اليمني قبل غيره أنكم قد بلغتم الحلم ولا تحتاجون لمن يقودكم ويملي عليكم شروطه.. وإما أن تظلوا كالأطفال الصغار يمسكون بأيديهم لعبة مزقوها من شدة تجاذبهم عليها.
هي فرصة وحيده أمامكم ولا أخفيكم سراً إن قلت أنه لا أحد لديه أمل كبير في نتائج هذا المؤتمر ولكن يبقى الأمل في الله أن ينير بصائركم ويؤلف بين قلوبكم.
جواهر الظاهري
رسالة عاجلة .... 1831