الدموع وحدها لا تكفي يا حكومة وليس الوطن في حاجة إلى حرارة الدمع وشجن الذاكرة وتداعيات الأيام وحالة التوقد الآني والعاطفة الجياشة.والوطن ليس موقفاً يمر ندخله برهة ونرحل بعدئذ إلى حيث النسيان.الوطن يريد اشتغال على الثورة وفعل التغيير، على التعامل اليقظ والحي والفاعل مع حاجيات الإنسان وتطلعاته إلى المستقبل.والتخلص من حالة الهزال والضعف وتداعيات شعب هبت عليه الكثير من المتاعب وتزيدها الحكومة أكثر حد الوجع.والوطن يريد أن يرى شيئاً حقيقياً يتحقق رأي العين، منجزاً يشار إليه، يريد استتباب أمن وإلقاء القبض على المجرمين،يريد صحة وعافية وتسامي وقوة في اتخاذ القرار وتبصر عميق لممكنات التغيير وروح شبابية تلقي بالا وتكترث بقوة لشهداء وجرحى الثورة وتتعهدهم بالعلاج والضمان الاجتماعي وتأمين حياة كريمة لهم وفاءً وعرفاناً على الأقل من الحكومة لمن ضحوا وجعلوها تتربع على الكراسي ولولاها لبقت هذه الحكومة في الأزقة والحارات في بطالة ومنادمة وتأسي على الحال والتفنن في إطلاق الآهة ,والوطن يا حكومة لديه أولويات مهمة جداً ليس بالتأكيد تعويض مؤسسة إعلامية بمبلغ يتجاوز الستمائة مليون على حساب جراح ينزف وأطفال شهيد في العراء ونفاق خالص وزهو بالحرية السخيفة واحترام الرأي.
الوطن يا حكومة التعب اليومي ضاق حاله وصار مرهقاً لكثرة غيابكم عن الجماهير وبقائكم في ذات الحال الذي كان عليه قبل التغيير لامبالاة ومحاباة ونفاق وخوف من متنفذ ومجاهرة بالصرف في غير أوجه إنفاق حقيقية وكأن الجماهير التي تتضور جوعاً لا تعنيكم لا من قريب ولا من بعيد.والوطن يا حكومة العويل والبكاء يحتاج إلى مواقف صدق وتنفيذ خطط ومشاريع واحترام النظام والقانون والضبط والربط بقوة القانون.ويريد الكفاءات تنال حقها بعيدا عن الشللية حزبية كانت أو قبلية أو أسرية.فقد أرهق الوطن أنتم،وصرتم مجرد عزاء ومعزين وفي أحسن الأحوال شجب وتنديد وبيانات تقدم حكومتكم مجرد حالة ضعيفة وبائسة تعاقر حزنها وتصرف الأموال لمن لا يستحق وتنسى وتتناسى دماء وقوى نضالية وأبطال ميامين وقدرات لا يستهان بها.أنتم يا حكومة الوفاق الآن صرتم نفاقاً وعالة على الشعب وعلى فخامة رئيس الجمهورية الذي لديه من التطلعات والتوجهات المستقبلية ما يجعل القادم شمساً مشرقة، لكنكم أنتم من يعرقل تنمية،ويبدد الضوء، ويرهق الإنسان ويذهب إلى حيث القرارات الهلامية التي تكشف عن خواء أولا وعن ذهنية مصابة بالجفاف وحالة موت أقرب إلى السريري وفي أحسن الحالات تعصب ملفوف بجبن وخوف..الوطن يا حكومة التغيير ـ الذي لن يجيء بعملكم المتدني ـ يحتاج إلى مواقف صريحة وتعاملات خلاقة وصدق انتماء وحياة أفضل،يريد بناء وتنمية وليس هزال موقف وانتظار الذي لن يجيء،والبحث عن صمت مريب، والبقاء في النكد والتربع عليه بجدارة.فمنذ تشكيلتكم وتشكلكم واستلامكم قرارات تعيينكم وأدائكم اليمين الدستورية والتنصل عنها، ولم نلحظ تحسناً طرأ على شيء مما نادت وعملت به الثورة، والأفدح والأكثر ضررا ومصيبة تجاهلكم التغيير ومطالب الساحات وإدارة ظهركم لمن قدم روحه وسال دمه.والذهاب بعدئذ إلى النفاق حثيثاً ومع سبق نية خاسرة.وإلا ما معنى تعويض مؤسسة إعلامية مئات الملايين والجماهير تموت جوعاً وثمة طفل لا يجد حليباً ليوم واحد وشهيد تم تجاهل أطفاله وجريح يتوجع، فيما أنتم تبددون أموالاً وترهقون خزينة الدولة بفعل غباء الموقف وكأن التضحيات التي قدمها الشعب الصابر لا معنى لها..بل وطز فيها.يا حكومة بلا معنى في إدارة شئون حياة،وتطبيق قانون،وسيادة دولة.أنتم اليوم عائق حقيق والجماهير الغفيرة باتت تهزأ منكم وقد ينفد صبرها وتجدون منها مالا يخطر ببالكم، فلا يغرنكم بالوطن كراسيكم الدوارة، وحالات المجابرة،والتغاضي عن العمل الصحيح والذهاب إلى التوافق بالعمل الرتيب،وكيفما اتفق كنوع من إسقاط الواجب..
إن هذا اليوم في زمن التنوع وحرية الرأي وزمن التضحيات،لن يسوق حكومتكم إلا إلى حيث (ألقت رحلها أم قشعم).فالوطن اليوم حر وحر، ولن تكونوا كسابق الطغاة في جهوزيتكم على المحاباة والكسل وتجاهل ما ينبغي والعجز عن رسم معالم زمن جديد،فيما الحقد على منتقد لكم يوضح خيبتكم وهو ما تقدرون عليه ومن ثم محاصرته حتى لا ينطق بحق تغافلتم أنتم عنه.يا حكومة طال غيابها عن الإصلاحات وباتت حجر عثرة في طريق التغيير ولم تقدر على شيء مما كان مؤملا فيها.أنتم بصريح العبارة كسيحون حد الملورتيبون بتفانٍ عجيب.أنتم سبب تنامي الحراك وتزايد الجريمة،وتفشي الحوثية،ولو أنكم قدمتم شيئاً يستحقه الوطن لما ازدادت الفوضى ولا حسرت تيارات الانفصال والرجعية.يا حكومة الغفلة إن الفساد في وجودكم بلا نظام وهوية ثورة، فجميعكم بأنسكم وباسندوتكم لا تقدرون على تحقيق أبسط ممكن وهو العدالة في وزن الرغيف اليومي بين فرن وفرن وجعل معياره الوزن.ولن تستطيعوا إلا على التعرف لقاطع طريق،أو مفجر أنبوب نفط وذلك منتهى اقتداركم وخيبتنا فيكم.يا حكومة قد طال تعبها فينا (ليل إلى متى)نستصرخ فيكم دماء الشهداء وجرحى الثورة،وفعل التغيير،وتطلعات الجماهير، كونوا قوامين بالعدل.أنجزوا ما يستحق أن نصفق له، لا تكونوا عالة على أحزاب المشترك ولا على رئيس الدولة ولا على الوطن،دعوا الدموع وابدأوا الحياة، وانتموا للدستور والقانون،وتنازلوا عن تكتلات وشللية كريهة،وتجاهل قدرات،واستضافة أقرباء وأصدقاء على غرار السابق.توجهاتكم يا حكومة ليس فيها ما يحمد وكثير من تبديد الأموال يسيل والجوع في الأزقة والحارات وبعدئذ تتحدثون عن تغيير وثورة أنتم من يسحقها اليوم بتعاليكم عن الواقع، وتغابيكم عن المعطى، وانجراركم إلى النفاق والحقد على كلمة سواء واعتلاء المناطقية بكل نتانتها وشراسة ما تأتي به..
يا حكومة الظن بكم من قبل الجماهير سوء،يزداد يوماً إثر يوم، لا صحة ولا تعليم ولا كهرباء ولامياه ولا طرقات ولا تنمية بشرية ولامادية وتعويضات في غير محلها وتختانون أنفسكم.. يا حكومة كوني رشيدة وكوني مع رئيس وطن صادق ومحب ونزيه بدلاً من العمل على الإحباط وتباً لحكومة دموع وضياع.