مطلوب منا جميعاً أن نعي بأن ما يجري في عالم اليوم من ثورات وأحداث متنوعة وخاصة في الوطن العربي ما هو إلا عمليات مخاض وولادة، عمليات موت ودفن، ولادة للذين يتهيأون للحضارة العالمية الجديدة التي ستجعل الكرة الأرضية غرفة واحدة ويعدون لها عدتها ومتطلباتها ويفكرون ويخططون لتربية الجيل لمواكبة متغيرات الحياة، والموت والدفن سيكون للمتشبثين بالعصبيات القديمة، الرافضين سماع نداء التطور العالمي الجديد، والمتعامين عن رؤية مقدماته.
إن على الذين يتألمون في الأقطار العربية من آثار العمليات الجراحية في كياناتهم الاجتماعية ويندبون حظهم من بقايا كهنوت أنظمة الاستبداد السياسي والديني والاجتماعي، أن يعوا حقيقة الحقبة التاريخية الجديدة وعدتها ومتطلباتها، وأنهم لن يستطيعوا الإفلات من عمل السنن التاريخية وقوانين الحقبة العالمية القائمة؛ فإما أن يتصححوا ويتغيروا قولاً وعملاً، وأن يشربوا الحرية تطبيقاً وإدارة، ويأخذوا بالعلم تفكيراً وتقنية، وبالانتماء إلى الإسلام العالمي لمواكبة المعاصرة حياة ومنهاجاً، وبذلك يبقون في المسار التاريخي الحديث ويدخلون الحقبة التاريخية الجديدة وإما أن يستمروا في خداع أنفسهم والتحلي بالأماني ينتظرون المهدي المنتظر يحل مشاكلهم وبذلك ينزلون بأنفسهم إلى تطبيقات الحتمية الوهمية التاريخية ويخرجون من التاريخ أفراداً وجماعات.
محمد سيف عبدالله العدينى
عملية مخاض ودفن في آن واحد 1833