كالعادة يأتي الحديث عن مآزق الوطن ومطبات الحياة وكأنه نوع من التخفيف عن وطأة عبء الحياة والثرثرة لا أكثر ما دام ن وأن لا حياة لمن تنادي سواء اجتهدنا في نقل الصورة عبر حبر القلم أو حتى عبر شاشات التلفزة، هذه المرة الموضوع تعدى موضوع الخداع والضحك على الذقون فيما يتعلق بالوظائف، فمسألة أن تبني أملاً وأملاً قوياً في أن تحصل على وظيفة اجتهدت لأجلها كثيراً وعلى ثقة تامة بأنها من حظك وتتفاجأ نهاية الأمر أنها ذهبت ولن ترجع بسبب "استهتار" المسئولين والإستخفاف بحقوق الشباب وإمكانياتهم ليس بالأمر السهل إلا في البلاد السعيدة !..
ما حدث أنه تم إنزال إعلان وظائف في السلك القضائي بصنعاء يشترط فيها التقدم لإمتحان قبول لـ 130 فتاة؟ علماً بأن الوظيفة فقط للبنات وتم التقدم والإمتحان وبعد طول انتظار للنتيجة يأتي الرد من أحد الموظفين بأن لا أحد منهن نجحت والإمتحان سيُعاد مرة أخرى مع طالبات أخريات!!.
ألا يعد هذا استخفافاً بالعقل؟ فهل يُعقل أن ترسب 130 طالبة (جميعهن) في امتحان لم يتعدً أموراً تختص بالكومبيوتر؟ وهل وصلت أهمية الوظيفة التي لن تتعدى مهام (السكرتارية) في القضاء إلى أن تسقط كل الأسماء ويعاد الامتحان.. أي هراء هذا يا إخوة ؟!.
"من تغدى بكذبة ما تعشى بها " وسننتظر نتيجة الامتحان القادم لنرى هل سنرى نتيجة أم أنها ستعاد ؟!.
..بلا شك هناك هناك " لف ودوران" وإلا لما تلفقت الأعذار من أجل إعادة الامتحانات وكُسرت روح الأمل لدى إحدى صديقاتي المثابرات وغيرها ممن تقدمن لنيل الوظيفة، صديقتي التي تتعب كثيراً بالبحث عن وظيفة منذ تخرجها قبل ست سنوات لم تترك باباً إلا وطرقته ولا ثغرة ضوء إلا وفتحتها ولكن الفوضى في البلاد لم تترك للأمل مفتاحاً..
أعلم أن شح الوظائف يعد من المشاكل المتفاقمة في اليمن بالذات وأن حلها لن يأتي بلحظات وجيزة بل سيحتاج وقتاً طويلاً للتغلب عليه ولكن لا يعني ذلك الاستخفاف بالمتقدمين للوظائف واستغلال حاجتهم الماسة للوظيفة وسكب العناء عليهم يوماً بعد يوم، الحياة تتطلب منا الصبر وأيضاً تتطلب منا الصدق والأمانة والشعور بالمسؤولية تجاه الإنسان أولاً والوطن...
الوطن الذي نأمله لن يزدهر دام وأن هناك مسلسل كذب وافتراء في كل جانب حياتي، الوطن الذي نحبه لن يرقى ما دام وأن هناك استخفافاً بإمكانية الشباب وقدراتهم بكسر طموحهم وزعزعة روح الأمل لديهم بتصرفات حمقاء من شأنها فقط الإخلال بالقوانين تحت حجج فارهة تحت غطاء المكر أو الخداع ربما..
هي فرصة لمن يهمه الأمر لمتابعة الموضوع ومعالجته سواء في الدائرة القضائية أو أي دوائر أخرى، فهذا الموضوع ليس تافهاً لدرجة أنه يمر عابراً دون وقفة جادة، بل يستحق منا الالتفات حتى لا تتكرر مثل هكذا تصرفات عبثية من شأنها أن تضر بمصلحة الوطن والمواطن..
والله ولي التوفيق
أحلام المقالح
لمن يهمه الأمر..كفاية استهتاراً! 1425