جاءت الخطوة الفريدة والجميلة في تاريخ اليمن عبر شاب يمني واعي حينما أقدم على إتمام نصف دينه معنوناً يومه الموعود بـ (عرس بلا قات) فكانت خطوة جديرة بالاهتمام والتشجيع من قبل أصدقائه وأهله وذويه وكل من يدرك مدى مداهمة خطر شجرة خضراء على شعب بأكمله ..
"براء شيبان " شاب طموح رسم الفرحة بأكمل وجه يوم زفافه على وجوه الحضور، فبدت الأجواء أشبه ما تكون بكرنفال فرائحي تعمه الفرحة والسرور، كون المناظر التي تناقلتها عدسات الكاميرا داخل قاعة العرس التي جمعته مع محبيه ممن شاركوه الفرحتين بَدَت مرتبة جيدا ونظيفة وتعكس مدى أحقية أن تنتشر الفكرة وتُطبق عمليا في كل مناسبة جرت العادة أن تتلطخ بفوضى القات والمخزنين وتثبت للعالم أنه مازال هناك عقول نظيفة تستحق الإشادة في كل حين ..
كنتُ أكثر المشجعين والمتفائلين بمثل هذه خطوة، كونها فتحت باباً لمحاولات جديدة للتخلص من وباء لطالما شهدنا تغلغله في أوساط ملامح أفراحنا وأتراحنا تحت حجة العادات والتقاليد ، فلمسنا من خلال هذا اليوم كم هو جميل أن تبدو مرتباً وجميلاً وواعياً وسعيداً وجاداً ومشرقاً و نظيفاً ومحباً في آن واحد ودون اخضرار !.
وبالرغم من سماعي لبعض التعليقات الساخرة عن هذا اليوم، إلا أنها لم تزد الموقف والخطوة إلا إيجابية، فالعقول الفارغة لا ترى من الكوب إلا جزءه الفارغ وهذه حقيقة لا جدال فيها ، فما معنى إصرار العريس أن يكون العرس بلا قات إلا تفسير واضح أننا بحاجة إلى فرح بنكهته الطبيعية التي تغلفها أرواح البشر دون حاجة لمضغ شجرة لساعات ومنحها الفضل بمشاركة الناس أفراحهم وأحزانهم كما يحدث تماما في مقايل الأعراس والمآتم، فلا تكاد تخلو من القات بل وتصل أحياناً أنها يُشتَرط حضوره فيها والشخص الذي لا يمضغ القات فيها سرعان ما تخنقه الأجواء فيها فيغادرها سريعاً!..
ما أراه أنها خطوة جديرة بالتطبيق والتفشي، خاصة وأنه لا شيء سيتغير في مجالس تعلو فيها أصوات الغناء والفرح والضحك والسعادة، بل على العكس ستنمو فيها روح المحبة خاصة وأنها ستضمن حضوراً أجمل وأرقى لكل من يحضر فارغاً من "كيس القات" ويحمل كيساً آخر أنظف يحمل فيه فكراً واعياً وواسعاً...
هي دعوة مني لتعميم الفكرة وتمثيلها بأكبر مساحة حياتية ممكنة، كونها خطوة جديدة وفريدة وجميلة ومأهولة بالأمل في أن تصبح اليمن يوماً ما خالية من القات ، القات الذي مازال يستنزف الخيرات والأفكار والقدرات ووسادته شبعى بالجوع والأنين والقهر ..وهي دعوة أيضاً لأن تتوّسع الفكرة في مقايل النساء أيضاً، فلا ننسى أنهن أيضاً مولعيات وأكثرهن حضوراً في المناسبات ، الخطر يداهمنا ولا مفر من مواجهة جدية للموضوع ولعل هذه الخطوة التي أقدم عليها براء لهي الخطوة الأولى لمواجهة مشكلة تفاقم انتشار عادة مضغ القات في المناسبات ولنا أمل كبير في أن تلاقي ضوءاً كافياً كي تصل إلى اكبر شريحة مجتمعية، بل وتدرس كحل مجدٍ وسهل وقريب للبداية الصح للحياة بلا قات ...
أحلام المقالح
أعراس بلا قات 2219