أيها الأصدقاء أذكركم وأنتم منشغلون بما يحدث في غزة أن لا تنسوا وتيقظوا وافتحوا عيونكم أن بلادنا تمر حالياً بمرحلة التحول بما يعنيه ويتضمنه هذا المصطلح من مسار معقد وطريق طويل ومضنٍ، والتحول صفة ملازمة لجميع عمليات التحول التاريخي التي مرت وتمر بها البلدان على مختلف أحوالها وظروفها وشروط تموضعها.
إن الأهم في عملية التحول هو مضمون عملية التحول ذاتها، عناصرها ونهجها ومقومات بقائها وتطورها وديمومتها.. إنه باختصار تحول عميق وواسع وجذري في الأبنية والأهداف والعمليات التي تؤثر على طريقة توزيع وممارسة الثروة والسلطة في المجتمع.
وما نحتاجه نحن اليمنيون اليوم هو الوصول إلى إجماع على تصميم رؤية صلبة متكاملة ومتناغمة لإنجاز عملية التحول نحو مجتمع يمني مدني ديمقراطي مساواتي حر يتجنب كل مآسي الماضي جنوباً وشمالاً، والعمل على الابتعاد عن المشاريع الصغيرة والضيقة، التي تحمل في طياتها مشاريع تمزيق وتجزئة وتشظ وحروب جديدة تخدم مبتغى وأهداف النظام القديم، والتعاون علي البدء في تضميد الجراح وخلق وئام وتوافق ووفاق اجتماعي واسع نحو بناء دولة يمنية مؤسسية ديمقراطية مدنية موحدة.. وأن مرحلة التحول ستواجه ثنائية متصارعة بين عناصر النظام القديم والجديد، التقليدي والحداثي.
إنه وعلى الرغم من الإطاحة برأس النظام القديم من رأس السلطة واحتكار الثروة، فإنه -أي النظام القديم- ما زال بعاداته وأعرافه والطابور الذي تربى في ظله يقبض بيدين مرتعشتين ومتوحشتين على مفاصل متعددة في البناء السياسي والاجتماعي والاقتصادي، وما زال يجاهد ليس فقط لمجرد البقاء، ولكن لعرقلة تقدم النظام الجديد الذي ما زال في طور التشكل.. وهذا هو ما ينبغي علينا جميعاً استيعابه لإنجاح المرحلة الانتقالية والولوج في عملية التحول.
محمد سيف عبدالله العدينى
غزة.. ومرحلة التحول في اليمن 1932