مما لا يختلف عليه اثنان هو تلك العلاقة العضوية التكوينية بين الإدارات الأميركية المتعاقبة وبين الكيان الصهيوني المسخ وذاك التبني البلفــوري المشــوه لمــا يسمــى عبثــاً بــدولة إسرائيـل تلك اللقيطــة الملطخــة بلــون الطيــف الشـــيطـانـــي المولود قيصــرياً من رحم السيـــاسة اللنــدنية وجــرمـاً من صــلب لوبــي الشـر العــالمــي..
وها هو الكيان الصهيوني المسخ يكرر اعتدائه الهمجي على قطاع غزة في القطر العربي الفلسطيني الأبي متجاوزاً كل الأعراف والقوانين الدولية التي تضعه خارج خارطة القانون الدولي بمفهوم العهر السياسي العالمي والانبطاح الرسمي العربي في بيت الطاعة الصهيوامريكية.
غزة العزة النصر والمقاومة تشهد حرباً تدميرية للأرض والإنسان معاً من قبل عدو هولاكي يستخدم آلة الدمار بكل أنواعها.. حرب همجية تقوم على معادلة ظالمة مثلها العدواني الفيتو الإنجلوامريكي والصمت العالمي والنفط العربي.. وهناك في وجه الشر تبت يداه يقف التحدي مشبكاً يداه في غزة فلسطين المقاومة.
غزة الممانعة.. السرايا المرابطة في مواقع البطولة والفداء والمواجهة.. كتائب المقاومة الوطنية الجبهوية القسام.. سرايا القدس.. الناصر صلاح الدين.. الطفل والحجر, الشيخ والقدر, المرأة والشجر.. الكل يقاوم يدافع عن الحرية, يعشق الكرامة, يتحدى المستحيل بالصمود وقوة الإرادة المصحوبة بالإرادة الإلهية.
إن المعركة التي تخوضها المقاومة الفلسطينية في غزة بصفة خاصة وفي فلسطين بصفة عامة معركة نوعية ومواجهة مقدسة وفيها المفارقات عجيبة بين الباطل المتسلح بالفيتو والآلة العسكرية الأوروأمريكية والخنوع الرسمي للنظام العربي العنكبوتي وبين الخير المتسلح بالإيمان والإرادة القوية واستحقاق الدفاع عن السيـــادة.. مفارقة فيها المعتدي الصهيوني المسخ يعلن حالة الاستنفار القصوى وصفارات إنذاراته الصماء تعوي ليل نهار ومستوطنوه من لفيف القردة والخنازير يسارعون لهثاً للبحث عن مخابئ في مجاري الصرف الصحي والمستنقعات, يطاردهم الرعب في كل كنتون وشارع, يختبئون خلف أشجار الزقوم.. بينما المدافع عن النفس في غزة فلسطين يمارس حياته اليومية المؤسساتية والإنتاجية, يدافع, يقدم الشهداء, يواري الانكسار, يرفع الأذان, يتوضأ بدماء الشهداء, يصلي في محراب الكرامة جمعاً بالكبرياء, طفل يتفحم بآلة الشر وآخر يرسل ابتسامة.. إنها حقاً لمفارقة عجيبة.. وإنه لحق علينا نصر المؤمنين..
إذاً ليس من الغريب أن يكــون الكيــــان الصهيوني بهذا الإعتقاد الخاطئ وذاك التوجه الغبي, قد قدم لأبناء الأمة وجماهيـرها المناضلة نصـراً نوعياً جديداً ترجمه على الواقع أبطال المقاومة الفلسطينية في مدينة غــزة البـاسلة وبئــس الاعتقاد ما يظنه الصهاينة أنهم قادرون على كسر الإرادة الوطنية لأبطال المقاومة وفرسان المواجهة وعناوين الكرامة من عشاق الحرية..
إنّ غـــزة هي النصـر المبين وسيعلم المعتدون أنهم الأخسرون وليعلم الحكام العرب المحكومون أنهم الأذل وأن المقــاومة عن الحق لن تحيد النصـر في الأفق, فهو كنور مبين في ملحمة الكرامة ملحمة غزة الكبرى..
حقــاً إنها ملحمة تاريخية امتزجت فيها حروف الكلمـة ورائحة البارود وصرخة الطفل وصوت البندقية وأنين الجرحى ورفات الدمار وأضرحة الشهداء ومخيمات المشردين.. ملحمـة عنوانها الكـرامة واسمها الحرية وميدانها الصمــود وشعــارها إحدى الحسنيين وسلاحها الإرادة والإيمــان.. طـرفاها الحق والبـاطل ونتـائجها النصـر والتحرر والسيـــادة الحقيقيـــة والاستقلال الكامل لأرض فلسطين من النهــر إلى البحـــر.
علي السورقي – شيفيلد المملكة المتحدة
ملحمة غزة الكبرى 2189