حتى موعد كتابتي لهذا المقال كانت عصابة القتل الأسدية المصرح لها بالقتل دولياً لا تزال تمارس أعمالها البشعة الوحشية، بل وتبتكر كل الأساليب الجديدة التي من شأنها أن تسكت كل قلوب السوريين الثائرة التي تنبض بالحرية والإنعتاق من حكم الطاغية بشار وكل تلك الأفعال الإجرامية ترتكب في ظل عجز عربي فاضح وبتواطؤ دولي مكشوف ودعم لا متناهي من قبل أنظمة روسيا وإيران وهما الدولتان اللتان تعملان كل ما بوسعهما من أجل استمرار نظام الطاغية وتقدمان له كل ما يحتاجه من مال وعتاد حربي وذلك كله ما جعل من المجرم بشار يتمادى في إلحاق الأذى في شعبه وضاعف من حجم الكلفة الإنسانية والتي جعلت من الضحايا مجرد أرقام في التعامل مع ما يجري في الأرض السورية.
ثمة شيء قد يبعث على الاستغراب، ذلكم هو غياب الإرادة القوية ووجود تناقض غريب في الموقف الدولي وخصوصاً من قبل هيئة الأمم المتحدة التي بات من الواضح أنها تنتهج سياسة الكيل بمكيالين في تعاملها مع الثورة السورية أسوة بنظيرتها الليبية حينما قررت ومنذ الأيام الأولى لانطلاق الثورة الليبية التدخل في ليبيا تحت ذريعة حماية المدنيين الذين يطالهم قصف قوات القذافي وكل ذلك حصل ليس لأجل سواد عيون الليبيين وربما لسبب هو في غاية البساطة هو النفط الليبي ورغم هذا وذاك فإن ذلك العمل قد عد عملاً إيجابياً يحسب لتلك الحكومات، لكن ما يأخذ على تلك الدول الآن هو هذا الصمت الغير مبرر والجمود إزاء تصاعد وتيرة الهجمات التي يشنها نظام الأسد الإجرامي واستمرار حمام الدم السوري دون أن تلوح في الأفق أي مساعٍ لوقفه وحتى لا نضع الكلام على عواهمه وإن كنا لا نحبذ تكرار السيناريو الليبي في التعامل مع الأزمة السورية، إلا أنها الحقيقة المرة والطريقة المثلى للتعامل مع مثل هكذا حاكم يستلذ برؤية المشاهد المؤذية للمشاعر وأشلاء الأبرياء تتناثر في كل مكان ويوغل في قتلهم والتنكيل بهم ليل نهار ولسان حاله ماذا أنتم فاعلون؟
جلال الوهبي
من يوقف حقدا أسود؟ 2001