لا ندري هل نهنئ أنفسنا أم نعزيها بعد ثلاثمائة وستين يوماً مرت وأنفسنا الأمارة بالسوء ما تزال تقترف المعاصي والمنكرات الجسيمة، لاسيما في هذا الزمن الذي كثُرت فيه المشاكل وظهر فيه الفساد متربعاً على أرض الوطن، حيث أصبح العدل مختفئاً والعدالة والإنصاف مقبورتين تحت أطباق الثرى.
ذهب العام الهجري بأكمله بأفراحه وأتراحه ونحن ما نزال نبحث عن الوطن الذي يخلو من التشوهات الكيدية, رحل ودماء الشهداء لم يجففها الهواء البارد ولا أشعة الشمس الساطعة أو درجات الحرارة المرتفعة، بل ما تزال القطرات الدموية تفوح بعطر الحرية والعزة والكرامة والإباء ولن ينساها التاريخ وإن طوى صفحاته..
أيها العام الراحل : هيا خذ بأيدينا إلى طريق العام الهجري الجديد القادم لنبني معه اليمن الجديد ننسى الماضي ونفكر في المستقبل الواعد، ولا تنسى أن تأخذ معك القتلة والمستبدين لترميهم في زنازين التاريخ المظلمة مدى الحياة حتى لا يعودوا يتلذذون بالدماء من جديد لأنهم عتقاء من المساءلة القانونية كما ترى اليوم والوطن بصرخاته الغاضبة ما يزال يعاتبهم بأرضه (إذهبوا فأنتم الطلقاء).. ماذا قدمنا لأنفسنا اليوم قبل الحساب غداً؟..
لقد رحل العام ورحل قبله آخرون, رحل رجل كان يبني المجد، وآخر بدأ في بناء بيته ولم يسكنه،وآخر رحل وهو ينتظر وظيفته منذ سنوات طويله،وكلهم رحلوا وهم غارقون بأمنياتهم في معترك الحياة التي هي مليئة بالأحداث والمفاجآت.
ونحن على أعتاب عام جديد لا نعلم ماذا سيحدث فيه، لكننا نحاسب أنفسنا على عامنا الماضي،كم من أعمال قمنا بها لا ترضي الله ولا ترضي البشر, فلنجعل من عامنا هذا إنطلاقة إلى ما هو صلاح لديننا ودنيانا ولوطننا (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) صدق الله العظيم.
خليف بجاش الخليدي
رحل ولم يعُد 1919