;
محمود الحمزي
محمود الحمزي

أولى بوادر الروح الوطنية في ضبط أسلحة ميناء عدن 1634

2012-11-12 02:37:17


صورة جديدة وبادرة أمل تؤكد بأن ثمة روحاً وطنية تشكلت بفعل ثورة فبراير العظيمة، تلك البادرة التي لاحت في أفق يمن ما بعد ثورة فبراير تجلت السبت الفائت بميناء عدن حينما تم ضبط شحنة الأسلحة المحتوية على الآلاف من المسدسات كاتمة الصوت وغيرها من الأسلحة المضبوطة، فلأول مرة ومنذ عقود خلت يتم ضبط شحنة أسلحة مهربة غرضها المزيد من إراقة الدماء وخلط الأوراق وإعاقة بناء يمن ما بعد الثورة الشبابية، وبعيداً عن المتاهات وتبادل التهم بشأن هذه الصفقة، فلقد حققت ثمار كبيرة لا يمكن إغفالها وأول تلك الثمار هو ارتفاع الحس الوطني لدي أبناء الشعب وخصوصاً ممن يقف على الثغور وليس ذلك بعيدا عليهم، خصوصاً بعد إدراكهم وإدراك اليمنيين بأن النظام السابق يتأثر يوماً تلو أخرى وتزول معه مخاوف من عودته يوما، فلقد أدرك الشعب ومعه كثير من الشرفاء والمخلصين بأن النظام السابق كان يعيش مع الفساد والمفسدين ولا يمكن أن يعيش بدونهم فترسخت القناعات بأن المسؤول والضابط وعسكري الخدمة وغيرهم إن كانوا شرفاء وذوي أمانة فإنهم مساكين ولن يستمروا في أعمالهم وترسخت القناعة بأن من يكون فاسداً وسارقاً ويمارس كل أنواع اللف والدوران فإنه شاطر ورجال وسوف يلقى الترقيات، لكن وبحمد الله بدأنا نلمس واقعا مغايراً عن الماضي، فثمة من يحاول المساهمة ببناء اليمن بأمانة واستشعار لعظمة المسئولية من أي موقع كان وليست حادثة إيقاف شحنة الأسلحة عنا ببعيد، وثمة مواقف عدة هنا وهناك بالتأكيد تساهم بإعادة الروح الوطنية لمسارها الصحيح.
في الماضي كانت الأسلحة والمخدرات وكل أنواع التهريب تمر وثمة من يحاول أن يعمل بأمانة، لكن مصيرهم في الغالب إلى السجون أو الإبعاد على أقل تقدير وما محاولة رئيس الوزراء الأسبق فرج بن غانم عن أذهان الشعب ببعيد، ولعل حادثة ضبط هذه الأسلحة تستدعي كثيراً من التساؤلات وأولها ما أغراضها ؟ وما مدى إسهامها في إعاقة بناء اليمن الجديد؟ وخلط الأوراق وإعادة الشعب إلى ما قبل الثورة، ولعل الإجابة على تلك التساؤلات تكشف بعض الخيوط والتي تتضح بجلاء وكالشمس في رابعة النهار، وليست تلك الإجابات هي الحقائق التي يجب أن تكون، لا بل لا بد من التحقيق الجاد وإعلان النتائج للرأي العام كون تلك الأسلحة تستهدف أمن الوطن والمواطن ولعل ما يتعرض له بعض أفراد الجيش وضباط الأمن السياسي من اغتيالات تجعل ثمة ترابط لتتضح الحقائق، ويبدو أن الجهات التي تحاول إعاقة تنفيذ المبادرة وبناء اليمن الجديد وإنجاح الحوار الوطني باتت تشعر بالضعف وحشرها في زاوية ضيقة للغاية خصوصاً مع اقتراب موعد الحوار الوطني، وهي بذلك تستهدف لخبطة الوضع العام وترى في الاغتيالات وزعزعة الوضع الأمني وسيلتها المناسبة لذلك الهدف الرخيص والذي لا يمكن أن يحقق أهدافه إلا في بيئة مليئة بالفيروسات والمستنقعات اللا وطنية، أتمنى ألا تذهب التحقيقات الجارية في شحنة الأسلحة إلى الأدراج وتبقى المعلومات لدى بعض السياسيين والنخب فقط، نريد أن يعرف الشعب بأكمله من يقف خلف اغتيال الوطن وأمنه واستقراره، فزمن الشفافية والوضوح لا بد وأن يكون أول مداميك البناء الجديد، فهذا زمن الشعب صاحب القرار والكلمة الفصل، وعلى الحكومة مكافأة كل الشرفاء والوطنيين وعلى رأسهم من كان وراء ضبط هذه الأسلحة. 
 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد